============================================================
بحيث تسبتدأ الاشياء المحدثة متحركة بو بهذا ينقطع الطريق أمام الوهم الذى يريد أن يتصور قبل الحركة حركة . وما يزيد فى قطع الطريق على الوهم أن الكندى يرى أن الإبحاد أو الإبداع يتم فى غير زمان - وكذلك العدم أيضا - وذلك بفعل علة حقيقية فعالة . وعلى هذا فإن كل الصعوبات التى بثيرها أرسطو(1) حول ضرورة مادة سابقة على الحدوث أو حول ضرورة التدرج فى الحدوث أو حدوث للحدوث أو حركة للحركة أو كون المعدوم موجودا متعينا أو كون الحدوث نفسه حركة إلى غير ذلك، تسقط تماما . وإذا كان أرسطو يتصور الزمان على أنه عدد الحركة فإن الكندى يوافقه على ذلك ؛ لكنه يرى فوق هذا أن الزمان هو مدة وجودالشيء، ما دام موجوداء فإذارال وجودهزال زمانه . وهكذا تمكن الكندى بفضل فهم جديد للزمان أن يتخلص من الوهم الذى يفترض زمانا قبل حدوث الاشياء . والميدأ الحاسم الذى يفصل بين فيلسوف العرب وفيلسوف اليونان هو القول بوجوب تناهى كل ما وقع بالفعل واء كان حركة او زمانا موجودا بالفعل أو متقصييا . ويظهر أن الكندى لا يعبأ بالتمييز بين اللامتناهى الفعلى الموجود كله فى وقت واحد وبين اللامتناهى المتقضى، كالحركة والزمان الزائلين باستمرار، لانه لا فرق فى الحقيقة بين الأمرين، لان كلا منهما قدوجد بالفعل ، سواء كان متساوقا موجودا معا أو متلاحقا متقضيا . أما المبدأ الثانى الحاسم الذى يفصل بين االكندى وأرسطو فهو أن العلة الفاعلة بالمعنى الحقيقى لها الفعل المطلق ، أعنى الفعل الحق وهو إيجاد صور المحدثات إيحادا أصليا ، وهذا ما لا بعرفه أرسطو، كما تقدم.
ونحن تلاحظ أن الخلاف بين الكندى وأرسطو خلاف فلسنى فى الحقيقة، الاوان كان رأى الكندى فى إثبات حدوث العالم ينفق مع المبدا الاكبر فى الإسلام، وهو أن الله خلق هذا العالم المادى خلقا ابداعيا غير مسبوق بشىء: ولا تخرج الاحتمالات فيما يتعلق بهذا العالم عن أن يكون : إما قديما متحركا على الدوام ، وهذا اختيار أرسطو: أو قديما تحرك بعد سكون، وهذا يرفضه (1) كل القسم الثانى عهر من الكتاب الحادى عشر من كتاب ما بعد الطبيعة، والفس الأول من الكتاب الخامس ص الطبيعة ص 1620 ص12-24، والفسم الثانى ص 220ب 14ى 22
Página 102