192

Epístolas de Maqrizi

رسائل المقريزي

Editorial

دار الحديث

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٩ هـ

Ubicación del editor

القاهرة

وروى شريك عن سالم، عن سعيد بن جبير قال: يدخل الرجل الجنة فيقول: أين أبى؟ أين أمى؟ أين ولدى؟ أين زوجى؟ فيقال له: لم يعملوا مثل عملك. فيقول: كنت أعمل لى ولهم، فيقال لهم: ادخلوا الجنة. ثم قرأ: جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ «١» . قال جامعه: فإذا أكرم الله تعالى المؤمن لإيمانه، فجعل ذريته الذين لم يستحقوا درجته معه في الجنة لتقصيرهم، فالمصطفى ﷺ أكرم على ربه ﵎ من أن يهين ذريته بإدخالهم النار في الآخرة، وهو ﷿ يقول: إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ «٢» . بل من كمال شرفه ﷺ ورفيع قدره، وعظيم منزلته عند الله ﷿، أن يقر الله ﷾ عينه بالعفو عن جرائم ذريته، والتجاوز عن معاصيهم، ومغفرة ذنوبهم، وأن يدخلهم الجنة من غير عذاب جهنم. وقال تعالى: وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحًا «٣» . قال سفيان عن مسعر عن عبد الملك عن ميسرة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله: وَكانَ أَبُوهُما صالِحًا قال: حفظا لصلاح أبيهما، وما ذكر عنهما صلاحا. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين «٤»، وكان السابع من آبائهما. قال جامعه: فإذا صح أن الله سبحانه قد حفظ غلامين لصلاح أبيهما فيكون قد حفظ الأعقاب برعاية الأسلاف وإن طالت الأحقاب «٥» . ومن ذلك ما جاء في الأثر أن حمام الحرم من حمامتين عشّشتا على فم الغار الذى اختفى فيه رسول الله ﷺ؛ فلذلك حرّم حمام الحرم. وإذا كان كذلك فمحمد ﷺ أحرى وأولى وأحق، وأجدر أن يحفظ الله ذريته، فإنه إمام الصلحاء،

1 / 201