============================================================
شرح وسالة العهد لبعض قلاهين ان سبعين بعضها بعضا، ولا يضر بعضها ولا ينفعه فقد انخرقت العادة بأول وظيفة من وظائف الشرع، لأن العادة توهم أن الأشياء بعضها من بعض، ومفتقرة بعضها إلى بعض، وعلل بعضها في بعض، و(لا فاعل الا الله) ازال ذلك كله وجذب الروابط وصرف الموجودات كلها إلى الله صرفا واحدا، وتضمن أن الحادث من كل الجهات لا يكون مستقلا بوقت ولا في وقت من الأوقات، فصح أن الحادث كله لا يفارى فاعله، وأن الفاعل له هو صررته المقومة والتمة، فهو اذا ماهية، فصح من ذلك آن الله هو ماهية كل موجود وبده فإذا كان ذلك فلا وجود اذا لغير معه ولا ماهية، فقد اعطت كلمة: الا اله الا الله أن لا موجود إلا الله في النظرة الثاليف كما أعطت في الأولى أن لا فاعل الا فإذا العادة هى حبر الضير عن القضايا، وربط الى بعض في الذهن، ولا ارتباط بينهما لي أنفها، ولا احتلاف بينها في الوجود.
فالعادة حبر في الضمير لا غير وسنع الضير عن ملاحظة الوحدة الوجودية، ودفع الأغيار، ولأن ملاحظة الوحدة هو الكمال والسعادة الأبدية، والعادة صنع ذلك فتمنع السعادة والكمال، والشريعة تخرق العادة وتزيلها، فالشريعة تفيد السعادة والكمال والرفعة والبقاء الدائم ومشاهدة الصدية. فالشريعة هي الحكمة التى بها تزال العادة وثتال وكذلك القول في الصلاة، فإن الصلاة تزيل النفس عن شهواتها، وتخرجها عن اتياراتها، وسحو آحبارها، وتصرف النوات الى مناحاة الله تعالى، والحضور بين يديه ومشاهدته في مقام الإحسان، لأن العبد المؤمن قد استقر فى لهمانه ان الله هو فاعل كل شي وحالقه والمحسن للأشياء على الإطلاق، وأن الطائع له يحمله الى جته ورضوانه، وأنه هو المولى الذى تجب طاعته وعادته، فإذا قام الى الصلاة علم أن الله قد أله ونبهه، واذا صلى علم أن الله قد أقامه فيها، وأعانه عليها، ورحمه مهاه فعلم أن الصلاة نعمة من الله منحه لياها، ونعته لا تفارق يده وآنه معها بالإيجاد والخلق، فشاهد الحق بالحق، شهوده هو الشاهد والشهادة معا.
(1) رواه البحاري (27/1 ومسلم (37/1).
Página 121