أما بلال فخاف أن يترتب غلى سكوته ذهاب سعيد مع ريحان فقال لريحان «إذا كان الحال على ما تقول فعليك أن تساعدنا في إنفاذ المهمة التي نحن قادمون بها دعنا نذهب إلى منزل الإمام الآن».
قال «إننا أكثر رغبة منك في هذا السبيل ولكن الليل طويل فإذا ذهب معي مولاي إلى سيدتي قطام فتراه ثم يذهب إلى حيث شاء كان ذلك أوفق».
قال «فليذهب هو معك وأنا أمضي إلى منزل الإمام بالنيابة عنه».
فضاق ريحان ذرعا وظهرت البغتة على وجهه ولم ير له مخرجا من ذلك غير التظاهر بالغضب فقال «ولماذا هذه الظنون ألعلك تسيء الظن بنا ونحن أولى منك بهذا الأمر».
فتحقق بلال حينئذ أن ظنه في محله فقال «نعم إني أظن السوء بك وبسيدتك بعد هذا».
فخاف ريحان أن يفضي الأمر إلى انكشاف أمره فتظاهر بالغضب وقال «إني لأعجب من هذا الأحمق ونظهر أن مولاي صار على وقاحته فأنا ذاهب منذ الآن وافعلا ما تشاآن».
قال ذلك وتحول يعدو نحو الكوفة وظل سعيد وبلال صامتين كأن على رأسيهما الطير.
الفصل التاسع والخمسون
انقشاع الغشاوة
مضى ريحان وهما ينظران إليه لا يفوه أحدهما بكلمة. فلما توارى قال سعيد «ما الذي أراه يا بلال إني أحسب نفسي في حلم؟ ما الذي تقوله عن هذا العبد هل أنت متحقق أنك رأيته في الفسطاط؟»
Página desconocida