وكأنها قرأت ما برأسه، إذ فاجأته قائلة: إنك لم تستطع أن تعاشر سنيلا، هنالك كثير من الرجال يعجزون عن مفاعلة النساء، عاجزون، لست وحدك، إنها ظاهرة موجودة في الشرق كما يقولون. - أنت إنسانة حقيرة كالعقرب، دينك وديدنك الأذى.
ضحكت بصوت أجش مشحون بالانفعال: هل تظنني كذلك؟ إذا كنت حقا كالعقرب لما كلفت نفسي عناء التقريب بينك وبين سنيلا، وعندما فجعت سنيلا بك وبهروبك منها حينما كانت مهيأة للعرس، لما كنت لازمتها فراش المرض أياما كثيرة أغسل إسهالها، شارفت المسكينة على الموت وأنت السبب، فمن منا العقرب يا سلطان تيه؟ دعنا من نقاش لا طائل منه، فالكواكيرو يطلبك.
قال بخشونة: ماذا يريد مني؟ - لم يقل لي.
قال بشكل قاطع ومفاجئ: قولي له رفض سلطان تيه المجيء إليك.
قالت ببرود دغلوي: ربما تنبأ هو بذلك، إنه شيخ حكيم، أرسل معي هذين المحاربين القويين واللذين لا يعصيان الكواكيرو أمرا.
كنت رجلا يا سلطان تيه، قررت شيئا، قررت المقاومة، فهل تتراجع وتشمت بك فلوباندو تلك الهرة الشريرة؟ أتخاف المحاربين؟ نعم، لم يأمر الله بالتهلكة، هؤلاء قوم متوحشون، مثلهم مثل حيوان دغلهم لا أخلاق لهم، لا مثل، لا مستقبل يخشون عليه من الضياع، لا ماضي يحاولون إبقاءه نظيفا، لا أمم متحدة، لا حقوق إنسان، ولا منظمة عفو دولية، ولا إنسان.
أين الإنسان؟ - كن رجلا عاقلا كما كنت دائما، هذان المحاربان شرسان فحكم عقلك.
إنها تقصد كن رجلا جبانا كما كنت دائما، إنها تعني ذلك، هذه اللبوءة الحائل.
لن أضاجعك ولو انطبقت الأرض على السماء، وسأحب سنيلا أكثر وأكثر. - أين سنيلا الجميلة ذات الشعر الذهبي؟ إنها أجمل منك بكثير ولها قلب طيب كقلب قديسة، إنها جميلة، أين سنيلا حبيبة قلبي؟
قالت ببرود: ماذا تريد منها بعد أن حطمت قلبها وحلمها؟ ماذا تريد منها وأنت عنين ولا مقدرة لك على فعل شيء؟
Página desconocida