Ragnarok: El fin de los dioses
راجناروك: نهاية الآلهة
Géneros
هرعوا ليساعدوها، وحاولوا إفاقتها، ولكنهم وجدوا أنها قد ماتت. ومن ثم ألبسوها أفضل ملابسها أيضا، ووضعوها إلى جانب زوجها على المحرقة، استعدادا لحرقهما .
كانت السفينة ثقيلة جدا. حيث وضع حصان «بالدر» الكبير بكل أحزمة سرجه البراقة عليها. اعتزمت الآلهة أن تشعل جذوع الأشجار المكدسة، وتشعل النار في السفينة، وتدفعها إلى البحر. ولكنها كانت ثقيلة جدا. لم يتمكن أحد من تحريكها.
كان هناك حشد كبير من المخلوقات الحزينة ينتظرون اندلاع ألسنة اللهب. «أودين» و«فريج»، والغربان، و«هوجين» و«مونين»، وكل الفالكيريات اللاتي لم يتمكن من إنقاذ هذا الإله الصريع. كان هناك عمالقة الجليد وعمالقة الجبال، والجان الفاتح البشرة، والجان الداكن البشرة، و«الديسير»؛ وهي أرواح منتحبة مريعة تركب الرياح. قال أحد عمالقة الجليد إن هناك امرأة في «يوتنهايم» تمتلك القدرة على اقتلاع الجبال وتغيير مواقعها. أومأ «أودين» برأسه فحلق أحد عمالقة العواصف مسرعا نحو «يوتنهايم». كان اسم هذه المرأة القوية «هيروكين». لم تأت على أجنحة العاصفة، بل جاءت، تمتطي ذئبا وحشيا. كان لجامها عبارة عن أفاع سامة حية. اصطاد الآلهة والبشر - مدفوعين بالذئب الذي يقبع في العقل، والثعابين التي تسكن في جذور الشجرة - كلا المخلوقين بلا رحمة، ودمروا عرائنهما وجحورهما، وقضوا عليهما. وبينما كانوا يصطادون الذئاب الرمادية في الغابات، ويذبحون الجراء، ويقتلون أمهاتهم بالرماح، صارت عشيرة «فينرير» في الغابة الحديدية «آيرنوود» أكثر وحشية وأكثر جموحا. وبينما كانوا يسحقون رءوس الثعابين ويدوسون على بيضهم، كدست عشيرة «يورمنجاندر»، مثل أفعى «ميدجارد» نفسها، سموما أكثر سوءا وصارت أشد مكرا. كان ذئب «هيروكين» كريه الرائحة ومكشرا عن أنيابه، وله عضلات ثور البيسون. بينما أصدرت الأفاعي هسيسا وتلوت وأظهرت أنيابها. ترجلت المرأة من فوق الذئب الذي دار وزمجر. كان على «أودين» أن يأمر بحضور أربعة محاربين «بيرسيركيين» من «فالهالا» لتقييده، وحتى هؤلاء المحاربون كانوا خائفين من الأفاعي ذات الأسنان الحادة، التي كان لا بد من الإمساك بها وتثبيتها بفروع متشعبة. وفي خضم العواء والهسهسة خطت المرأة الكبيرة بثقل وسهولة. كانت ترتدي جلد ذئب، مثل «تير» الصياد، وكان رأس الذئب الميت يتدلى على وجهها المكتنز. ابتسمت بلا سرور، ووضعت إحدى يديها على مؤخرة السفينة السوداء ودفعتها، فبدأت تتجه نحو البحر الأسود، بسرعة شديدة حتى اندلعت ألسنة اللهب من العجلات التي استقرت عليها. فضحكت، وأثار ضحكها غضب «ثور»، الذي على الرغم من كل هذه القوة التي يتمتع بها، لم يكن قادرا على تحريك السفينة. ورفع مطرقته لتحطيم رأسها، فرفعت قبضة ضخمة للدفاع عن نفسها، وتوسلت الآلهة المتجمعة طالبة السلام، والهدوء لإحراق الجثتين. رفع ثور مطرقته، «ميولنير»، واستدعى الرعد والبرق لإشعال النار في السفينة وحمولتها. انتشرت النيران الزرقاء بسرعة في مقدمة السفينة ومؤخرتها، وفي الملابس الثمينة والآلهة الشمعية، ولبدة الحصان المرعوب والأخشاب المحترقة المكدسة حول فراش الموت. تحول اللهيب إلى اللونين القرمزي والذهبي، وارتفع وزأر. تحركت السفينة ببطء، بحمولتها الرهيبة، فوق صفحة الماء. كان أثر الموجة التي أحدثتها السفينة في الماء قرمزيا كالدم، وكان خط التقاء السماء والبحر عبارة عن خط أسود، فعم السواد الحالك، الذي أضاءه وهج النيران الهائلة. وقف «ثور» هناك صامتا، ومطرقته مرفوعة، وركض قزم فجأة أمام قدميه. فركله «ثور» ودفعه في وسط ألسنة اللهب. كان اسمه «ليت». هذا كل ما عرف عنه، وأنه قد ركض في الاتجاه الخطأ، فركل في نار أحرقته حيا.
كانت هناك رائحة تنتشر، رائحة لحم محترق؛ لحم آلهة، ولحم فرس، ولحم قزم، وأعشاب حلوة وأخشاب معطرة، ونبيذ يغلي، وذهب ينصهر، وبخار ماء البحر. لم تكن نهاية العالم. ولكنها كانت نهاية، وبداية نهاية أخرى.
انطلقت «هيروكين» بعيدا، على الرغم من رغبة «ثور» في قتلها. بكى الجان والأقزام، والمحاربون والفالكيريات، وذرفوا الدموع الحارة. بينما لم تبك «فريج». فقد عقدت عزمها على إبطال هذا الموت واستعادة ابنها الميت. (11) «هيل»
على مدار تسعة أيام وليال امتطى «هيرمودر» الحصان ذا الثماني الأرجل متجولا في مملكة الموت، في وديان وطرق رمادية خالية من الضوء، لا يظهر فيها إلا أجسام، وظلال رمادية، ولا يتردد فيها صوت سوى وقع الدبيب المنتظم لحوافر الحصان. ثم وصل إلى النهر «جيول»، الذي يحيط ببيت هيل، والذي يمتد فوقه جسر ذهبي. وكانت تحرسه حارسة عملاقة تدعى «مودجد». فأوقفت «هيرمودر» وسألته عن سبب وجوده في هذا المكان. وقالت إن حصانه المتفرد أصدر ضوضاء تفوق كل الضوضاء التي صدرت عن كل الأموات الذين عبروا الجسر من قبل. بالإضافة إلى أن لونه كان مختلفا. إنه شديد الدموية.
قال «هيرمودر» إنه يبحث عن أخيه المتوفى «بالدر». أخبرته «مودجد» أن «بالدر» عبر الجسر منذ وقت وجيز. وسواء أكان أزعجها، أو شعرت تجاهه بالشفقة؛ فقد سمحت له بعبور الجسر واستمرار مسيرته في الظلام متجها نحو «هيل». •••
كانت القاعات محاطة بسور حديدي، شديد الارتفاع. سار «هيرمودر» على طول السور، ولم يجد أي بوابة، لكنه وصل إلى كهف صغير عليه حارس، يشبه كلبا ضاريا، أو ربما ذئبا مشوها، يقطر دما من فكيه، ويصدر صريرا من أنيابه، ويزمجر باستمرار، وشعره منتصب لأعلى. كان اسمه «جارم». حدق «هيرمودر» في هذا المخلوق المزمجر. إنه لم يأت إلى هنا للعراك. فأدار حصان «أودين» وتحدث إليه بهدوء، وهو يتراجع. ثم هيأ «سليبينير» لوضعية القفز، فنهض «سليبينير» وقفز على السور الحديدي، وهبط واثق الخطى على الجانب الآخر داخل مدينة «هيل».
كانت هناك أصوات طحن وغليان من المرجل «هفيرجيلمر»، حيث يتغذى التنين «نيدهوج» على الرجال الأشرار. واصل «هيرمودر» المسير. وقف الموتى صامتين على طول الطريق، وحدقوا فيه، والدم الأحمر يجري في وجناته، والنفس الحي يتحرك في صدره وحلقه. كان اللون الرمادي يكسو الموتى. ويعلو وجوههم تعبيران - أحدهما الغضب العاجز، والآخر الخواء الطيع. لم يكن هناك أي ضوء في عيونهم الباهتة. بل كانوا محدقين.
وصل «هيرمودر» إلى قاعة «هيل». وترجل، ودخل متقدما «سلبينير» الذي لم يكن ليفقده. كانت القاعة ثرية، تتدلى فيها ستائر ذهبية وفضية؛ وعلى الرغم من ذلك البريق، فقد كانت باهتة وضبابية ورمادية. لم تحتفظ القاعة الكبيرة بشكلها بالضبط. فقد شعر «هيرمودر» بأنها نفق ضيق يقترب منه، أو بأنها كهف شاسع يمتد في الأفق البعيد.
Página desconocida