Esperanza después de la desesperación
الرجاء بعد اليأس
Géneros
سيدتي كيف تلومين أباك على إعراضه عنك بعض الإعراض، وأنت ترين ما يحدق به من الشواغل والأغراض؟ فإذا كنت أنت كذلك فما عساني أن أقول أنا الغريبة الأصل والنسب، أنا التي ليس لي معين ولا ناصر ولا أم ولا أب؟ أما أنت فإن لقيت من أبيك تغيرا عليك، تذهبين إلى أمك فتجدين منها حنوا إليك، وفوق هذا فإن لك حبيبا كريما يبذل نفسه في غرامك ويحبك حبا عظيما.
إيفيجنيا :
نعم، فما يمسك دموعي سواه، ولا تقر عيني إلا بلقياه، ولا يحببني بالحياة إلا حبه وهواه، ولكن ما باله تأخر عني فلم أره إلى الآن، وهو الذي أرسل في طلبي وأحضرني إلى هذا المكان، وها أنا قد قدمت مشتاقة إليه فماذا أقول عنه وقد رأيت كل الناس يهنئونني بالقدوم ولم أر أثرا منه، بل أنا أدير طرفي بين الناس يمينا وشمالا فلا أرى له وجها ولا أبصر منه خيالا. آه يا رب لماذا تأخر عني؟ وما بال أبي كأنه يخاف أن يذكر اسمه على مسمع مني؟ ما الذي جرى؟ ومن يكشف لي هذا السر المكنون؟ فإني أجد قلبي على مثل النار من كثرة الهواجس والظنون. أترى أجد المحب مستخفا بي كالأب؟ وهل أن شواغل الحرب محت من القلوب العشق والحب؟ ولكن لا فقد أسأت الظن في لومه واتهامه، بل أنا أحق منه بشدة تعنيفه وملامه، فهو يحارب لأجلي، وقد عرض للهلاك نفسه حتى استقدمني إليه لأكون عن قريب عرسه، فهو إذن العاشق الصافي الفؤاد، وهو المحب الخالص الوداد في القرب والبعاد.
الجزء الرابع
كليتمنستر - إيفيجنيا - إريفيليا - دوريس
كليتمنستر :
هيا بنا يا ابنتي نهرب ونخلص أنفسنا من العار؛ فإني أرى أباك يهرب منا وينظر إلينا بعين الاحتقار، وهو قد خشي أن يواجهك بالرد، فأرسل لي هذه الرسالة مع أحد الجند، ولكن سبقناه في الإتيان، وهذه الرسالة لم تصلني إلا الآن، فهيا بنا نتخلص من هذه الحالة المهينة، فإن أشيل قد أبى أن تكوني له قرينة، وهو قد أخر أمر الزواج والحب، إلى ما بعد الانتصار والرجوع من الحرب.
إيفيجنيا :
ويلاه ماذا أرى وماذا أسمع ...؟
كليتمنستر :
Página desconocida