Rahmán y Shaytán
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
Géneros
تعتبر المانوية بحق نموذجا كاملا عما أسميناه في مطلع هذا البحث بالثنوية المطلقة. فعالم النور وعالم الظلام أصلان قديمان أزليان ومستقلان عن بعضهما البعض. وعلى حد قول فاوست تلميذ ماني في حواره مع القديس أوغسطين: «إني أبشر أن هنالك عنصرين رئيسيين هما الله والمادة، فأعزو كل ما هو شرير إلى المادة، كما أعزو كل خير إلى الله.» وبذلك يحل المعتقد المانوي مشكلة وجود الشر في العالم بطريقة أكثر جذرية من بقية المعتقدات الثنوية. فالله ليس مسئولا بشكل مباشر أو غير مباشر عن وجود الشر، لأن هذا الشر قد نجم عن المبدأ الثاني المستقل. فلا الشيطان انبعث عن الرحمن كما هو الحال في الثنوية الزرادشتية، ولا هو مخلوق من قبل الرحمن تمرد وعصى عليه كما هو الحال في الثنوية الأخلاقية.
ورغم توكيد ماني على الأخلاق الاجتماعية وتوسيعه مفهوم السلوك الأخلاقي ليشتمل على علاقة الإنسان بجميع مظاهر الحياة، إلا أن هذه الأخلاق لا تقود في حد ذاتها إلى الخلاص، مثلما لا يقود الإيمان إليه، وإنما هي وسيلة تطهير من شأنها تحضير النفس لتحقيق العرفان، وهو الطريق الوحيد للانعتاق.
مراجع الفصل (1)
Geo Widengren, Mani and Manichaenism, New York 1965. (2)
Gerardo Gonoli, Mani-Manichaenism, in: Encyclopedia of Religion, vol. 9. (3)
Robert Haurdt, Mani and Manichaenism, in: The Other Bible, chapter 9. (4)
جيو ودينغرين: ماني والمانوية، ترجمة د. سهيل زكار، دار حسان. دمشق 1985. (5)
ابن النديم: الفهرست، تحقيق د. ناهدة عباس عثمان، الدوحة 1985، فصل المنانية، ص644 وما بعدها. (6)
الشهرستاني: الملل والنحل، دار المعرفة بيروت، المجلد الأول، الباب الثالث، الفصل الثاني.
الفصل التاسع
Página desconocida