Rahmán y Shaytán
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
Géneros
وبعد أن انتهى الخالق من صنع جسد آدم نفخ فيه من روحه:
وبدأ خلق الإنسان من طين * ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين * ثم سواه ونفخ فيه من روحه (السجدة: 7-9). وبذلك صار آدم نفسا حية، يجمع في تركيبه عنصرين: الأول مادي ينتمي إلى الأرض، والثاني روحاني، هو قبس من روح الله ذاته.
هذا التكوين الخاص الجامع بين المادة و«الروح»، هو الذي جعل آدم مميزا على بقية الكائنات التي خلقها الله، ومفضلا على الملائكة والجان. ولكي يظهر الله للملائكة فضل آدم عليهم، فقد علمه أسماء جميع مخلوقات الأرض، ثم عرضهم على الملائكة لينبئوه بأسمائهم فعجزوا، ولكن آدم فعل:
وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (البقرة: 31-32). عند ذلك أمرهم الله بالسجود لآدم سجود تبجيل وتكريم:
وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (البقرة: 34).
قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين (الأعراف: 11-13).
أسكن الله آدم في الجنة، ثم خلق منه زوجة له، وقال لهما أن يأكلا من كل شجر الجنة عدا شجرة معينة،
10
وحذرهما من غواية الشيطان الذي صار عدوا لهما بعد عصيانه وطرده. والنص لا يصف كيفية خلق المرأة ولا يطلق عليها اسما معينا:
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها (النساء: 1).
Página desconocida