Viajes espaciales: una breve historia
رحلات الفضاء: تاريخ موجز
Géneros
في عام 1993، كانت إدارة كلينتون الجديدة قلقة للغاية من أن مهندسي الصواريخ الروس، الذين زج بهم إلى حالة من الفقر المدقع بسبب نقص الأجور، قد يعملون لصالح إيران أو العراق أو كوريا الشمالية أو غيرها من الدول التي تسعى وراء إمكانيات الصواريخ الباليستية. علاوة على ذلك، كانت محطة «فريدم» قريبة جدا من الإلغاء في الكونجرس، حيث نجت بفارق صوت واحد فقط في يونيو. وفي سبتمبر، وافق نائب الرئيس آل جور ورئيس الوزراء فيكتور تشيرنوميردين على دمج برامجهم الخاصة بالمحطة الفضائية. ستدمج الوحدات الروسية مع المكونات الأمريكية والأوروبية واليابانية والكندية، على أن تعاد تسميتها بالكامل إلى محطة الفضاء الدولية. وستشتري وكالة ناسا بعض المكونات الروسية للمحطة الأولية، محولة الأموال المطلوبة بشدة إلى صناعتها. وفي إطار التحضير للمحطة المشتركة، نقلت مكوكات الفضاء عشر بعثات إلى المحطة «مير»، التي تلقى الروس أيضا دعما لها من وكالة ناسا. وركب عدد قليل من رواد الفضاء على متن المكوك، في حين استمر رواد الفضاء الأمريكيون لفترات طويلة مع نظرائهم الروس على متن المحطة «مير»، وأحيانا كانوا يركبون المركبة الفضائية «سويوز» للصعود أو الهبوط. وسجل شانون لوسيد رقما قياسيا أمريكيا جديدا قدره 188 يوما في الفضاء، على الرغم من أن فاليري بولياكوف قد تجاوز هذا الرقم بكثير؛ إذ قضى 437 يوما و18 ساعة في المدار، ولا يزال هذا الرقم هو الرقم القياسي للبقاء في الفضاء في رحلة واحدة.
5
شكل 6-1: رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية أوليج نوفيتسكي، وفيودور يورشيخين، وجاك فيشر، وبيجي ويتسون (قائدة المحطة) يتشاركون في وجبة طعام في أبريل 2017. كان التعاون الروسي الأمريكي بالغ الأهمية لمشروع محطة الفضاء الدولية منذ عام 1993، بغض النظر عن الحالة المتفاوتة للعلاقات بين البلدين (المصدر: وكالة ناسا).
وبحلول أواخر التسعينيات، أصبحت «مير» متداعية وغير آمنة بشكل متزايد؛ إذ تعرض أحد رواد فضاء وكالة ناسا وزملاؤه الروس لحريق طارئ خطير؛ وكان آخر على متنها عندما أدت تجربة سيئة التصميم في الإرساء اليدوي الشامل لسفينة الإمداد «بروجرس» إلى حدوث تصادم وانخفاض سريع في ضغط إحدى الوحدات العلمية. ومع ذلك، استمرت الزيارات والإقامة الأمريكية على متنها حتى عام 1998. وبعد فترة وجيزة من انتهاء برنامج مكوك الفضاء الأمريكي «مير»، أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس أنها ستتقاعد بسبب نقص التمويل ولأن ناسا كانت تضغط على روسيا لتحويل اهتمامها الكامل إلى محطة الفضاء الدولية. وكانت آخر بعثة روسية منتظمة في عام 1999، لكن المحطة قدر لها أن تعيش حياة أخرى غريبة بعد تقاعدها، عندما أبرمت شركة «إنرجيا» (مكتب تصميمات كوروليف سابقا) اتفاقا مع مجموعة «ميركورب» الخاصة ومقرها في الولايات المتحدة، لمواصلة محطة «مير» العمل كمحطة ربحية. وتولى اتحاد الشركتين تمويل بعثة مكونة من رائدي فضاء في عام 2000 لفحصها ومحاولة إصلاحها، لكن الولايات المتحدة ضغطت على روسيا للتخلص من هذا الإلهاء عن محطة الفضاء الدولية. وفي مارس 2001، وجهت البعثة الروسية المحطة «مير» لتحرق في الغلاف الجوي فوق منطقة جنوب المحيط الهادئ الخالية.
6
أعادت ناسا تنظيم الجزء الخاص بها من محطة الفضاء الدولية وبدأت في إنتاج أجهزة فعلية، لكنها واجهت مشاكل جديدة؛ صناعة الفضاء الروسية التي تعاني من نقص التمويل والتي لم تستطع إتمام أي شيء في الوقت المحدد. على وجه الخصوص، تأخرت وحدة التحكم «زفيزدا» (التي تعني «النجم») التي كانت في الأساس الجزء الرئيسي في «مير-2»، لمدة سنتين، مما أدى إلى تأخير تجميع المحطة. في ديسمبر 1998، ربط طاقم مكوك أولا وحدتين، «زاريا» (تعني «الفجر») وتمولها الولايات المتحدة، ولكن تم بناؤها وإطلاقها من قبل روسيا، و«يونيتي»، وهي وحدة إرساء بنتها الولايات المتحدة. ولكن بعد ذلك تأخرت «زفيزدا» لمدة تسعة عشر شهرا. وبعد إطلاقها في يوليو 2000 واختبار قابليتها للسكن، أطلقت روسيا بعثتها «إكسبديشن 1» على متن مركبة فضاء «سويوز» في نوفمبر من ذلك العام، مع رائدي فضاء روسيين وقائد محطة أمريكي. وبدأت هذه البعثة مدة من الوجود البشري المستمر في الفضاء لم تنته حتى يومنا هذا.
7
أصبح بناء محطة الفضاء الدولية هو المهمة الأساسية للمكوك حتى توقف عن الطيران في عام 2011. وفي الواقع، كان ذلك خلاصا للمكوك بعد حادث مميت ثان في أوائل عام 2003 أدى إلى مقتل سبعة رواد فضاء مرة أخرى - تفكك مكوك الفضاء «كولومبيا» عند إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي بعد انتهائه من مهمة علمية ليست تابعة لمحطة الفضاء الدولية، والتي ضمت أول رائد فضاء، وحتى الآن الوحيد، من إسرائيل. كان السبب، مثلما حدث في «تشالنجر» في عام 1986، خلال مرحلة الإطلاق، ولكن على عكس حادث «تشالنجر»، لم تظهر الكارثة نفسها إلا عند دخول الغلاف الجوي. (تحطم المكوك «كولومبيا» إثر اصطدام كتلة من الإسفنج الذي يغطي خزان الوقود من الخارج بالحافة الأمامية للجناح، مما صنع فجوة فيها، في حين تعطل أحد معززات الصواريخ الصلبة في «تشالنجر».) أظهرت الكارثة الثانية أن وكالة ناسا لا تزال تواجه مشكلة في ثقافة السلامة الخاصة بها، حيث إنها لم تتخذ الإجراءات الملائمة لمواجهة التحذيرات المتكررة والحوادث غير المميتة. أظهر كلا الحادثين أيضا أن تصميم المكوك الأساسي، الذي لم يتضمن نظاما لإحباط الإطلاق، جعله أخطر مركبة فضائية مأهولة تم بناؤها على الإطلاق. لكن أي مناقشات حول إنهاء البرنامج لم تسفر عن شيء لأن الانسحاب من رحلات الفضاء المأهولة من شأنه أن يقوض مكانة أمريكا كقوة عظمى؛ وعلى أي حال، تم تصميم جميع وحدات محطة الفضاء الدولية غير الروسية من أجل غرفة حمولة المكوك. وأدى ذلك إلى إعلان جورج دبليو بوش عام 2004 أن المكوك سيتقاعد بمجرد اكتمال المحطة. وسيتحول التركيز إلى برنامج القمر-المريخ الجديد الذي من شأنه أن يحمل رواد الفضاء إلى سطح القمر بحلول عام 2019 - أو هكذا كان يؤمل.
8
أجبرت الفجوة التي استمرت عامين في الرحلات المكوكية شركاء محطة الفضاء الدولية على تقليص عدد أفراد الطاقم إلى شخصين ينتقلان على متن مركبة فضاء «سويوز» على أن يتم إمدادهما بما يحتاجانه بواسطة مركبات «بروجرس» فقط (مركبة «سويوز» آلية حملت فيها الوحدة المدارية الإمدادات وأحلت خزانات الوقود محل كبسولة العودة من أجل تزويد المحطة بالوقود). على أية حال، بمجرد استئناف عمليات الإطلاق الأمريكية في عام 2005، توسعت المحطة بسرعة إلى حجمها الأقصى المخطط، بطول 356 قدما (109 أمتار) وعرض 239 قدما (73 مترا) عبر أربعة مصفوفات كهربائية مزدوجة للطاقة الشمسية تولد 84 كيلووات من الطاقة، مع كتلة إجمالية أرضية تبلغ 925000 رطل (420000كجم). ويتألف طاقم المحطة عادة من ثلاثة روس وأمريكيين ورائد فضاء من أوروبا أو كندا أو اليابان. إن هذه المحطة تعتبر، وربما ستظل لفترة طويلة جدا من الوقت، أكبر جسم من صنع البشر يوضع في الفضاء. ومن أبرز الأشياء التي تتميز بها محطة الفضاء الدولية أنها نجحت في القيام بعملها، على الرغم من إنتاجها المتعدد الجنسيات. كانت هناك مشاكل وأزمات في التجميع، ومن أبرزها تلف إحدى المصفوفات الشمسية وقد تطلب ذلك عمليات سير محفوفة بالمخاطر للرواد في الفضاء من أجل إصلاحها، ولكن جميع الوحدات والمكونات تعمل بشكل جيد معا، وهو انتصار لإدارة المشروع الدولية.
Página desconocida