Levantar la duda y el engaño de aquellos que justifican los pecados con el destino

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
37

Levantar la duda y el engaño de aquellos que justifican los pecados con el destino

رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر

Investigador

أسعد محمد المغربي

Editorial

دار حراء-مكة المكرمة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٠هـ

Ubicación del editor

السعودية

غَنِي عَن الْعباد بل لتزكيتهم ورفعهم من الحضيض الْأَسْفَل فَإِن التَّكْلِيف كُله إرشاد وَهدى وتعريف للعباد مَا يَنْفَعهُمْ فِي المعاش والمعاد فَأَمرهمْ سُبْحَانَهُ على السّنة رسله بِمَا يَنْفَعهُمْ ونهاهم عَمَّا يضرهم وَبَين لَهُم النافع ليرتكبوه والضار ليجتنبوه وَأعْطى كل مُكَلّف الْقُدْرَة والإرادة وسلامة الْآلَات فِيمَا كلف بِهِ فَهُوَ تَعَالَى محسن الى عباده الْمُكَلّفين عُمُوما لأَمره لَهُم بِمَا ينفع ونهيهم عَمَّا يضر مَعَ الْإِرْشَاد وَالْبَيَان وَخلق الْقُدْرَة فيهم ومحسن باعانته على الطَّاعَة لمن شَاءَ مِنْهُم خُصُوصا وَلَو قدر أَن عَالما صَالحا أَمر النَّاس بِمَا يَنْفَعهُمْ ثمَّ أعَان بعض النَّاس على فعل مَا أَمرهم بِهِ وَلم يعن آخَرين لَكَانَ محسنا إِلَى هَؤُلَاءِ إحسانا تَاما وَلم يكن ظَالِما لمن لم يحسن إِلَيْهِ كالطبيب إِذا أَمر الْمَرِيض بِشرب الدَّوَاء لم يكن عَلَيْهِ أَن يعاونه والمفتي إِذا أَمر المستفتي بِمَا يجب عَلَيْهِ لم يكن عَلَيْهِ أَن يعاونه وَإِن كَانَ قَادِرًا على معاونته وَلَو قدر أَنه عاقب المذنبين الْمُخَالفين الْعقُوبَة الَّتِي يقتضيها عدله وحكمته لَكَانَ أَيْضا مَحْمُودًا على ذَلِك وَلم يكن ظلما وَلَيْسَ لَهُم أَن يَقُولُوا أَنْت لم تعنا مَعَ كَونهم قَادِرين فَإذْ أَمر سُبْحَانَهُ مثل فِرْعَوْن وَأبي لَهب بِالْإِيمَان كَانَ قد بَين لَهُم مَا يَنْفَعهُمْ ويصلحهم إِذا فَعَلُوهُ وَلَا يلْزم إِذا أَمرهم أَن يعينهم بل قد يكون فِي إعانتهم وَجه مفْسدَة فَإِنَّهُ تَعَالَى يخلق مَا يخلق لحكمة وَإِن كُنَّا لَا نعلمها وَإِن لم تعلل أَفعاله بالحكمة فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ يفعل مَا يَشَاء وعَلى كل تَقْدِير فَهُوَ سُبْحَانَهُ لَيْسَ بظالم خلافًا لما قد يتوهمه من قصر فهمه وأنثنى عَن أَبْوَاب السَّعَادَة عزمه وَقد اخْتلفُوا فِي تَفْسِير الظُّلم فَقَالَ قوم من أهل الْمَشِيئَة والتفويض إِنَّمَا يكون الظُّلم مِمَّن تصرف فِيمَا لَا يملك وَالله تَعَالَى مَالك كل شئ ويروى عَن إِيَاس بن مُعَاوِيه ﵀ قَالَ مَا خَاصَمت بعقلي كُله إِلَّا الْقَدَرِيَّة قلت لَهُم أخبروني مَا الظُّلم قَالُوا أَن يتَصَرَّف الْإِنْسَان فِيمَا لَيْسَ لَهُ قلت فَللَّه كل شئ

1 / 51