Levantar la duda y el engaño de aquellos que justifican los pecados con el destino

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
22

Levantar la duda y el engaño de aquellos que justifican los pecados con el destino

رفع الشبهة والغرر عمن يحتج على فعل المعاصي بالقدر

Investigador

أسعد محمد المغربي

Editorial

دار حراء-مكة المكرمة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٠هـ

Ubicación del editor

السعودية

أرسل الرُّسُل قاطبة بتحصيل الْمصَالح وتكميلها وتعطيل الْمَفَاسِد وتقليلها والمحتجون بِالْقدرِ على فعل الْمعاصِي إنعكس الْأَمر فِي حَقهم فصاروا يتبعُون الْمَفَاسِد ويعطلون الْمصَالح فهم شَرّ النَّاس وَلَا بُد لَهُم مَعَ ذَلِك من أُمُور يجتلبونها وَأُمُور يجتنبونها وَأَن يتدافعوا جَمِيعًا إِلَى مَا يضرهم من الظُّلم فَلَو ظلم بَعضهم بَعْضًا فِي دَمه وَمَاله وَعرضه وَطلب الْمَظْلُوم عُقُوبَة الظَّالِم لم يقبل أحد من ذَوي الْعُقُول احتجاجه بِالْقدرِ وَلَو قَالَ أعذروني فَإِن هَذَا مُقَدّر عَليّ لقالوا لَهُ أَنْت لَو فعل بك هَذَا ماحتج عَلَيْك ظالمك بِالْقدرِ لم يقبل مِنْهُ لِأَنَّهُ لَا يُمكن صَلَاح الْخلق وَلَا بقاؤهم فِي الدُّنْيَا إِذا مكنوا كل أحد أَن يفعل مَا يَشَاء من مفاسدهم ويحتج بِالْقدرِ لِأَن قبُول هَذِه الْحجَّة من الْمُفْسد يُوجب الْفساد الَّذِي لَا صَلَاح مَعَه وَإِذا كَانَ الِاحْتِجَاج بِالْقدرِ مردودا فِي فطر جَمِيع النَّاس وعقولهم فَلَا يحْتَج بِهِ إِلَّا مُتبع لهواه فَاسق وَإِن اسْتحلَّ ذَلِك فَهُوَ زنديق ملحد مارق نسْأَل الله تَعَالَى الْعَافِيَة والسلامة فِي الدّين آمين قلت وَمن هُنَا يعلم جَوَاب مَا كنت أوردته فِي كتابي (الْبُرْهَان فِي تَفْسِير الْقُرْآن) من أَنه مُشكل علينا الْجَواب لإبليس لَو قَالَ إِن خَالق الْأَشْيَاء خلقني كَمَا شَاءَ وأوجدني لما شَاءَ واستعملني فِيمَا شَاءَ وَقدر عَليّ فِيمَا شَاءَ فَلم أطق أَن أَشَاء إِلَّا مَا شَاءَ فَمَا تجاوزت مَا شَاءَ وَلَا فعلت غير مَا شَاءَ وَلَو شَاءَ لردني إِلَى مَا شَاءَ وهداني لما شَاءَ أَن أكون كَمَا شَاءَ ﴿وَلَو شَاءَ رَبك لآمن من فِي الأَرْض كلهم جَمِيعًا﴾ يَا هَذَا سبق لي قبل كَون الأكوان وَكَانَ من الْكَافرين فَمَا بَرحت فِي الْأَزَل كَافِرًا وَلم أزل فَإِذا كَانَت كَاف كفري سبقت كوني فَمن يكون على الْقَضَاء عوني وَمن يُطيق من الْقدر صوني وَمَا حِيلَة من ناصيته فِي قَبْضَة من قهر وَقَلبه بيد الْقدر وَأمره رَاجع إِلَى الْقدَم وَقد قضي الْأَمر وجف الْقَلَم

1 / 36