Elevación del Prestigio de los Abisinios

Jalal al-Din al-Suyuti d. 911 AH
157

Elevación del Prestigio de los Abisinios

رفع شان الحبشان للسيوطي

Géneros

وقال الأصمعي: دخل عطاء على عبد الملك بن مروان أيام حجه في خلافته، فلما بصر به قام إليه، وأجلسه معه على السرير، وقعد بين يديه وقال له: يا أبا محمد حاجتك؟.

فقال: يا أمير المؤمنين، اتق الله في حرم الله وحرم رسوله، فتعاهده بالعمارة.

واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار ، فإنك بهم جلست هذا المجلس.

واتق الله في أهل الثغور، فإنهم حصن المسلمين، فإنك وحدك المسؤول عنهم.

واتق الله فيمن على بابك، فلا تغفل عنهم، ولا تغلق بابك دونهم.

فقال له: أفعل، ثم نهض وقام، فقبض عليه عبد الملك فقال: يا أبا محمد، إنما سألتنا حوائج غيرك وقد قضيناها، فما حاجتك؟

فقال: ما لي إلى مخلوق حاجة، ثم خرج.

فقال عبد الملك: هذا -وأبيك- الشرف، هذا -وأبيك- السؤدد!!.

وقال الزهري: قدمت على عبد الملك بن مروان فقال: من أين قدمت يا زهري؟ قلت: من مكة.

قال: فمن خلفت يسودها وأهلها؟ قلت: عطاء بن أبي رباح.

قال: فمن العرب أو من الموالي؟ قلت: من الموالي.

قال: فبم سادهم؟ قلت: بالديانة، والرواية.

قال: إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا.

وقال عبد العزيز بن رفيع: سئل عطاء عن شيء فقال: لا أدري، فقيل له: ألا تقول فيها برأيك؟ قال: إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي.

Página 187