لكن عبارات الفقهاء قاطبة تدل على الأول حيث يكتفون على ذكر توجيه الوجه، والسكوت في معرض البيان بيان، على ما نص عليه شارح ((الوقاية))(1).
ولا مضايقة في مخالفة توجه الحياة، وتوجه الممات، فإن الحي إذا جعل وجهه فقط إلى القبلة لا يقال له: إنه متوجه إليها، ما لم يصرف صدره عرفا.
وأما الميت، فإذا وجه وجهه فقط، يقال له: إنه متوجه إليها عرفا، فالظاهر أن الواجب هو ذلك القدر، وصرف الصدر من قبيل الأولى؛ ليوافق حال الموت حال الحياة.
ثم رأيت في ((تحفة المحتاج شرح المنهاج)) لابن حجر المكي الهيتمي الشافعي(2)، أنه قال عند قول الماتن:ويوضع في اللحد على يمينه للقبلة(3) وجوبا؛لنقل الخلف له عن السلف،ومر في المصلي المضطجع أنه يستقبل وجوبا بمقدم بدنه ووجهه،فليأت ذلك هاهنا إذ لا فارق بينهما. انتهى(4).
قلت: الظاهر أن التوجيه مع مقدم البدن إنما يجب على الحي.
Página 42