عنه القول بفناء النار مستدلا على أصل مدعاه أنه قال: (ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيه أحد وذلك بعدما يلبثون فيها أحقابا) (٤٠)
وأقول هذا الأثر لا دلالة فيه على مدعى ابن تيمية لأنه لا يقول: أن جهنم تخلو عن الكفار ما دامت باقية إنما يقول إذا فنيت وذهبت لم يبق فيها كافر. وهذا الأثر ينادي بخلودها وهي باقية على حالها والقول بأنه سماها جهنم باعتبار ما كانت عليه رجوع إلى المجاز في مسألة هي أكثر من الدنيا بأضعاف مضاعفة. فكلام ابن عمرو هذا محمول على ما حمل عليه كلام عمر بن الخطاب وغيره من الآثار في أن مراده خروج الموحدين وقد قال عبيد الله (٤١) بن معاذ في أثر ابن عمرو وأبي هريرة كان أصحابنا يقولون يعني من الموحدين
قلت: ويدل له ما قال الحافظ ابن حجر في (تخريج أحاديث الكشاف) أن أثر ابن عمرو أخرجه البزار. ثم ساقه بسنده إلى ابن عمرو ولفظه في آخره (يعني من الموحدين) قال الحافظ: (كذا فيه
_________
(٤٠) انظر (الحادي) (٢ / ١٧٧) وما تقدم نقله عنه (ص ٦٤) وهذا الأثر عن ابن عمرو ضعيف الإسناد كما يأتي بيانه قريبا ولم يرد هذا الأثر في المخطوطة ولا الاستدلال به وإنما هو لابن القيم
(٤١) الأصل (عبد الله) مكبرا وهو خطأ من الناسخ
1 / 81