لما تداولته الأئمة ولوجب إنكارهم له لمخالفته الإجماع والكتاب والسنة) (١٦)
قلت: يقال: كلام عمر كغيره من الأقوال الدالة على خروج الموحدين من النار وهو قول عليه جماهير الأئمة منهم ابن تيمية وستعرف أنه لا يصح أثر عمر إلا على تقدير أنه أراد به. الموحدين وأنه يتعين حمله على ذلك عند شيخ الإسلام نفسه وعند غيره
والثاني من حيث الدراية فإنه لو ثبت صحته عن عمر لم يدل على المدعى فإن أصل المدعى هو: فناء النار وأن لها مدة تنتهي إليها. وليس في أثر عمر هذا إلا أنه يخرج أهل النار من النار والخروج لا يكون إلا وهي باقية فإنك لو قلت: لو لبث زيد في الدار كذا وكذا ثم خرج (١٧) منها لم يدل هذا على فناء الدار لا مطابقة ولا تضمنا ولا التزاما. فإن قيل: بل هو يدل على فنائها التزاما لأنه تعالى إنما خلقها ليعذب بها من عصاه فبعد خروجهم لم يبق لها حاجة فالحكمة تقتضي فناءها
قلت هذا دور فإنه لا يثبت أن الحكمة يقتضي فناءها إلا إذا
_________
(١٦) ملخص من (الحادي) (٢ / ١٧٢) ونحوه في المخطوطة (ص ١٠)
(١٧) الأصل (لم يخرج) ولعل الصواب ما أثبتنا
الدور هو ترتيب شيء على شيء بحيث لا يكون هذا إلا إذا كان هذا ويمثل له بقول أحدهم:
قضية الدور قامت بيني وبين من أحب
فلولا شيبي ما هجر ولولا هجره لم أشب (زهير)
1 / 67