قول كل من خالف حتى ولو كان المخالف هو النبي محمدا ﷺ َ بديل أن يتخذوه وحده قدوة ولا يشركوا معه في ذلك أحدا كما هو الواجب (١) بل إنهم ليصرحون بخلاف ذلك كما قال أحدهم اليوم في كتيب له:
(أفلا يحق لنا أن نعتبر من واقع غيرنا (يعني السلفيين) فنثبت عند أقوال الإمام الذي يسر الله تعالى لنا الاقتداء به منذ أول نشأتنا) (٢)
ونحن نقول بقول رب العالمين في القرآن الكريم: ﴿أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير﴾؟ فأين أنت يا هذا من قوله ﵎: ﴿لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر﴾؟ وغير ذلك من النصوص التي توجب على كل مسلم اتباعه ﷺ َ دون سواه ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾ ولكن ﴿من لم يجعل الله له نورا فما له من نور﴾
وإذا كان هذا موقف المقلدة من رسول الله ﷺ َ فماذا يكون موقفهم من المحبين له المخلصين في الاقتداء به لا سيما إذا كان من العلماء العاملين المعروفين بالرد على كل من خالف شرعة رب العالمين كابن عربي وابن الفارض القائلين بوحدة الوجود وأن الخالق هو عين المخلوق وعلى غيرهم من علماء الكلام والمتصوفة والمقلدة وسائر الهالكين من الأنام ألا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ فإننا نرى المقلدة في كل عصر ومصر يعادونه أشد العداء لا سيما إذا عثروا له على قول خالف فيه العلماء كمسألتنا هذه فهناك تراهم يصولون ويجولون ومن عرضه ينالون وفي دينه يطعنون بل وبالكفر والضلال يصرحون كما يفعل الكوثري والحبشي وغيرهما اليوم وهم - مع الأسف -
_________
(١) انظر كلام الحافظ ابن رجب الحنبلي في (صفة الصلاة) (ص ٣٢ - ٣٣) الطبعة العاشرة نشر المكتب الإسلامي
(٢) انظر مقدمتي للطبعة الثالثة لكتاب (الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات) للشيخ نعمان الآلوسي بتحقيقي ونشر المكتب الإسلامي
1 / 29