موجودا في زمن النبي ﷺ َ لوجب أن يؤمن به ويجاهد معه ... وإذا كان الخضر حيا دائما فكيف لم يذكر النبي ﷺ َ ذلك قط ولا أخبر به أمته ولا خلفاؤه الراشدين؟)
قلت: حتى ولا ذكر ذلك لأمين سره حذيفة بن اليمان ﵁ فمن ذا الذي يدعي بعد ذلك أنه علمه ما لم يعلم هؤلاء الأجلة العظماء ﵃
وقد صرح ابن تيمية بموت الخضر في مواطن أخرى كثيرة فانظر مثلا (١ / ٢٤٩) من (المجموع) أليس في ذلك دليل واضح على أن فتواه الأولى بحياة الخضر كانت في أول أمره ولا سيما وقد احتج لها بحديث الشافعي وهو موضوع كما هو مبين في (سلسلة الأحاديث الضعيفة) برقم (٥٢٠٤) فيه القاسم بن عبد الله العمري قال أحمد: (كان يكذب ويضع الحديث)
ومن ذلك أنه كان يفتي بنجاسة الزيت ونحوه إذا وقعت فيه نجاسة مثل الفأرة الميتة كما هو مذهب الشافعي وغيره اعتمادا منه على حديث أبي داود: (إن كان جامدا فألقوها وما حولها وكلوا سمنكم وإن كان مائعا فلا تقربوه)
فلما تبين له أن قوله فيه: (وإن كان مائعا فلا تقربوه) ضعيف رجع عنه إلى القول: بعدم التفريق بين المائع والجامد وأن العبرة في كل ذلك إنما هو التغير فقال في فتوى له:
(وهذا هو الذي تبين لنا ولغيرنا ونحن جازمون بأن هذه الزيادة ليست من كلام النبي ﷺ َ فلذلك رجعنا عن الإفتاء بها بعد أن كنا نفتي بها أولا فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل) (مجموع الفتاوى ٢١ / ٥١٥ - ٥١٦) (١)
(١) وانظر (المسائل الماردينية) لشيخ الإسلام ابن تيمية تحقيق زهير الشاويش ص ٢٧ طبع المكتب الإسلامي
1 / 27