٢ - ومن جهة الإيمان بعد الموت
ثم هذا خلاف الكتاب والسنة الصحيحة والإجماع قال الله تعالى: ﴿إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما. وليس التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار﴾ . [النساء / ١٧ ١٨]
فبين الله تعالى أنه لا توبة لمن مات كافرا. وقال تعالى: ﴿فلم يك ينفعهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون﴾ [غافر / ٨٥] فأخبر أن سنته في عباده أنه لا ينفع الإيمان بعد رؤية البأس فكيف بعد الموت؟)
قلت: فمن يفتي بهذا كيف يعقل أن يقول بنقيضه لولا الذهول الذي نوهت عنه بل إنه زاد على ذلك فقال ابن تيمية فيما تقدم من رسالته (ص ١٣):
(ولو قدر عذاب لا آخر له لما يكن هناك رحمة البتة)
ويا سبحان الله أين هو من مثل قوله تعالى: ﴿ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون﴾ [الأعراف / ١٥٦] وقوله ﷺ َ:
(صحيح) (إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام فيها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة) . أخرجه الشيخان وكذا أحمد والحاكم وصححه من طرق عن أبي هريرة بلفظ: (فيكملها مائة رحمة لأوليائه يوم القيامة)
وله بعض الشواهد خرجتها معه في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) رقم ١٦٣٤)
فالآية الكريمة والحديث الشريف صريحان في أن الرحمة إنما هي للذين
1 / 24