وسيذكر المؤلف ﵀ نص كلامه في ذلك في أول الرسالة (ص ٦٣)
فإن قيل: إن بعض الآيات التي احتج بها الإمام أحمد ﵀ هي على الأقل قطعية الدلالة في ديمومة عذاب الكفار وعدم فناء النار كقوله تعالى: ﴿لا يخفف عنهم من عذابها﴾ وقوله: ﴿إنكم ماكثون﴾ وقوله: ﴿ما لنا من محيص﴾ وغير ذلك من الآيات التي تأولها ابن القيم وأخرجها عن دلالتها على عدم الفناء مما سيأتي ذكره في الرسالة ورد المصنف عليه. وكذلك بعض الأحاديث الصحيحة تدل دلالة قاطعة على ذلك ولا بأس من أن أذكر الآن بعضها:
الأول: حديث أنس الطويل في شفاعة النبي ﷺ َ وفيه:
(صحيح) (فأخرجهم فأدخلهم الجنة فما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن. أي وجب عليه الخلود) . رواه الشيخان وغيرهما وهو مخرج في (ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم) . (٨٠٤ - ٨١٠) (١)
الثاني: حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ َ:
(صحيح) (أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناس (٢) أصابتهم النار بذنوبهم أو قال: بخطاياهم فأماتهم الله تعالى إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة ...) الحديث
أخرجه مسلم (١ / ١١٨) وغيره وهو مخرج في (سلسلة الأحاديث الصحيحة) (١٥٥١) . وفي رواية عنه أن رسول الله ﷺ َ خطب فأتى على هذه الآية: ﴿لا يموت فيها ولا يحيى﴾ فقال النبي ﷺ َ: فذكره نحوه إلا أنه قال: (وأما الذين ليسوا من أهل النار فإن النار تميتهم ... .) . ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية
(١) مع كتاب (السنة لأستاذنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني طبع المكتب الإسلامي
(٢) وقع هنا في (مختصر مسلم) للمنذري (رقم - ٨٧) زيادة (منكم) فلتحذف فإنها ليست في مسلم
1 / 19