Respuesta Hermosa
الرد الجميل لإلهية عيسى بصريح الإنجيل - ط العصرية
Géneros
ومكابدة المكاره ربما يقل معها عصام التقوى من العارفين، وتغلب كثرة من الرعاع، فإذا أرادهم مثل هذا الفعل الذي هو من نتائج الأعمال الصالحة، رغبهم في الاستكثار من أسبابه، وحقر في نفوسهم مصائب الدنيا وآلامها. وليبين بذلك أن امتحان الأنبياء بالجوع والآلام ليس من قبيل الهوان بهم، ولا بمراتبهم، بل من قبيل الامتحان والابتلاء، فمن صبر شاكرا/ راضيا، قدر على الإتيان بمثل ذلك.
ويدل على صحة هذا التأويل، قوله لبطرس «1» في بقية هذا النص.
وقال قال له: «يا معلم! هذه التينة التي لعنتها قد يبست. إن كان لكم إيمان بالله الحق، أقول لكم: إن من قال لهذا الجبل انتقل واسقط في البحر، ولا يشك في قلبه، بل يصدق أن الذي يقوله يكون فيكون له» «2».
كل ذلك دليل على أن يبسها إنما كان من باب كرامات الأنبياء، لأنه قد ثبت لهم بالولاية؛ نقل الجبل وسقوطه في البحر، وذلك أبلغ من يبسها. وقد أتى بمثل ذلك أيضا/ في الإنجيل مصرحا به، فقال:
«الحق أقول لكم؛ إن من يحفظ وصاياي، يعمل الأعمال التي أعمل وأفضل منها يصنع» «3».
ويؤكد ذلك تصريح الإنجيل في هذا النص، بالجوع وتصريحه بطلب الثمرة فيها. وهذا أيضا يبطل قول من يقول: إنما فعل ذلك إعلاما لهم أنه قادر على إماتة الأحياء، لأنه يلزم أن يكون واضع هذا النص في الإنجيل كاذبا في قوله: «فجاع»، وفي قوله: «فجاء ليطلب فيها ثمرة»، جعل ذلك علة مجيئه إليها.
وهل يكون ما ذهبوا [إليه إلا كقول القائل: جعت، فنظرت شجرة فجئت] «4» إليها لأطلب فيها ثمرة فلم أجد شيئا فدعوت/ عليها بالجفاف، ليستدل بذلك على أني إله قادر على إماتة الأحياء. هذا «5» من جنس كلام المغفلين. تعالى الله عن ذلك.
Página 48