Refutación a los Zanadiqa y Jariyitas

Ahmad Ibn Hanbal d. 241 AH
56

Refutación a los Zanadiqa y Jariyitas

الرد على الزنادقة والجهمية

Investigador

صبري بن سلامة شاهين

Editorial

دار الثبات للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

شك الزنادقة في قوله: ﴿هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ﴾ ... ثم قال في آية أخرى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: ٣١] . فقال: كيف يكون هذا من الكلام المحكم؟ ... قال: ﴿هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ﴾ ثم قال في موضع آخر: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: ٣١] . فزعموا أن هذا الكلام ينقض بعضه بعضًا فشكوا في القرآن١. أما تفسير: ﴿هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ﴾ . فهذا أول ما تبعث الخلائق على مقدار ستين سنة لا ينطقون، ولا يؤذن لهم في الاعتذار فيعتذرون، ثم يؤذن لهم في كلام فيتكلمون،

١ قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ﵀: قوله تعالى: ﴿هَذَا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ، وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾ هذه الآية الكريمة تدل على أن أهل النار لا ينطقون ولا يعتذرون، وقد جاءت آيات تدل على أنهم ينطقون ويعتذرون، كقوله تعالى: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٢٣] وقوله: ﴿فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ﴾ [النحل: ٢٨] وقوله: ﴿بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا﴾ [غافر: ٧٤] وقوله: ﴿تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمَا أَضَلَّنَا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ﴾ [الشعراء: ٩٧-٩٩] وقوله: ﴿رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا﴾ [الأعراف: ٣٨] إلى غير ذلك من الآيات. والجواب عن هذا من أوجه: الأول: أن القيامة مواطن، ففي بعضها ينطقون، وفي بعضها لا ينطقون. الثاني: أنهم لا ينطقون بما لهم فيه فائدة، وما لا فائدة فيه كالعدم. الثالث: أنهم بعد أن يقول الله لهم: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨] ينقطع نطقهم، ولم يبقَ إلا الزفير والشهيق، قال تعالى: ﴿وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ﴾ [النمل: ٨٥] وهذا الوجه الثالث راجع للوجه الأول. انظر: دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب "٢٠٥/١٠" ملحق تفسير أضواء البيان.

1 / 61