فصل: في رد قول العراقي الذي مضمونه: "أن نداء الصالحين والأنبياء وسؤالهم ليس بعبادة"
...
فصل:
قال العراقي: (إن المانع من نداء الأنبياء والصالحين، وسؤالهم بعد موتهم وفي غيبتهم يستدل على المنع: بأن النداء والطلب عبادة، والعبادة لغير الله شرك، قال: فإذا جاز هذا في حقه ﷺ دل على أنه ليس كما يزعمه الخوارج من أن ذلك عبادة، ودل على أنه إذا جاز في حقه ﷺ جاز في غيره) .
والجواب أن يقال: هذا الضال لا يعرف العبادة، ولا ما ذكره العلماء في تعريف العبادة، بل هو لا يعرف ما أرسل الله به رسله، وأنزل به كتبه من توحيد الإلهية، ووجوب إفراده تعالى بالعبادة، بل نشأ على الشرك، وسيط بلحمه ودمه، فلا يعرف غيره، ولا يفهم سواه.
قوله: (إن المانع من نداء الأنبياء والصالحين وسؤالهم بعد موتهم إلخ..) .
أقول: انظر إلى شدة جهالته، وعظمة ضلالته، لما رأى شناعة إطلاق القول بجواز دعاء غير الله تعالى عدل إلى لفظ النداء تلبيسا وتمويها على الجهال والطغام، فكأنه لم يسمع ما ذكره الله تعالى في كتابه من أن مدلول النداء والدعاء واحد.
1 / 33