Respuesta a Shadhili en su secta, y lo que compuso sobre las maneras del camino

Ibn Taimiyya d. 728 AH
200

Respuesta a Shadhili en su secta, y lo que compuso sobre las maneras del camino

الرد على الشاذلي في حزبيه، وما صنفه في آداب الطريق

Investigador

علي بن محمد العمران

Editorial

دار عطاءات العلم (الرياض)

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Ubicación del editor

دار ابن حزم (بيروت)

Géneros

العبد مأمورًا بالمقام في هذه الحال، وهي تُحمد من جهة انجذاب القلب إلى ربه، ومن جهة توجُّهه إليه وتألُّهه إيَّاه، ويسميها بعضُ الناس: الجمع الأول. وطائفة من الناس جعلوا هذا المقام هو غاية السالكين، وأحسن منازل السائرين إلى الله، وقالوا: إن العبد حينئذٍ لا يستحسن حسنةً ولا يستقبح سيئةً، وهذا هو الغاية في كلام صاحب «منازل السائرين» الملقب بشيخ الإسلام من الإشارة إلى علو هذا المقام (^١)، ما (^٢) أنكره عليه حُذَّاق العارفين. ولهذا يعلل هؤلاء المحبَّة والتوكل وغيرهما، ويجعلون ذلك من مقامات العامة، ويجعلون مقام الخاصة مشاهدة الربوبية العامة والقيومية الشاملة. ولا يصلون إلى الفرق الثاني وهو حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله، وأنه المعبود دون ما سواه، وأن إلهيته بأن نعبده، وعبادته بأن نطيعه، وطاعته بأن نطيع رسوله (^٣). وهذا المقام مما حققه الجُنيد ﵁ وأمثاله من أئمة أهل الطريق الذين يُقتدى بهم، الذين يلاحظون الأمرَ والنهي كالشيخ عبد القادر (^٤) ونحوه من المتأخرين. وهؤلاء هم الذين قالوا: قدَمُنا هذا ــ أي طريقنا هذه ــ

(^١) أي مقام الفناء، وتقدمت إشارة المصنف إلى نحو هذا فيما سبق (ص ٧٥) ونقلنا بعض عباراته في ذلك والتعليق عليه. (^٢) تحتمل: «مما». (^٣) انظر ما سبق (ص ١١٨) مع التعليق. (^٤) هو: عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست ــ أي العظيم القدر ــ محيي الدين أبو محمد الجيلي الحنبلي، الزاهد المشهور (ت ٥٦١). ترجمته في «السير»: (٢٠/ ٤٣٩)، و«ذيل طبقات الحنابلة»: (٢/ ١٨٧ - ٢٠٩)، و«البداية والنهاية»: (١٦/ ٤١٩).

1 / 153