ومما يسألون عنه أن يقال لهم: خبرونا عن قول الله سبحانه: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [النساء: 82]، أفتقولون: إن ما كان من قول الجاهلية من قولهم: إن القرآن الذي جاء به محمد عليه السلام ليس هو من الله، بل هو من عند نفسه، وأنه يكتبه(1) ويكذبه على الله هو كما قالوا، وأن الله قضى بذلك القول عليهم في نبيه، وأنطقهم به عليه، وأنهم لم يقولوا ذلك إلا بقضاء الله عليهم به؟ فإن قالوا: نعم نقول بذلك ونزعمه؛ ردوا الكذب على الله بإكذاب نبيه، وزعموا أن الله أكذب نبيه لا قريش، وفي ذلك الكفر بالله والشرك به.
وإن قالوا: بل هو من عندهم لا من عند الله؛ رجعوا إلى الحق، وقالوا له ولرسوله بالصدق، وصاروا من أهل القرآن.
***
Página 552