Refutación a quien dice que el Paraíso y el Infierno dejarán de existir y exposición de las opiniones al respecto

Ibn Taimiyya d. 728 AH
22

Refutación a quien dice que el Paraíso y el Infierno dejarán de existir y exposición de las opiniones al respecto

الرد على من قال بفناء الجنة والنار وبيان الأقوال في ذلك

Investigador

محمد بن عبد الله السمهري

Editorial

دار بلنسية

Número de edición

الأولى،١٤١٥

Año de publicación

هـ - ١٩٩٥م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

مع أن هذا قول وسط بين القولين السابقين، إلا أن هنا حقائق يمكن ذكرها وهي على النحو التالي: أولا: أن ميل الشخص إلى قول من الأقوال لا يدل على أنه يجزم به ويقطع به، بل ظن لديه فمال إليه. ثانيا: الميل نوعان: ١ - ميل ناشئ عن اجتهاد ونظر وموازنة بين الأدلة الشرعية، فهذا صاحبه مأجور، لكونه مجتهدا وإن أخطأ. ٢ - ميل ناشئ عن الهوى وتعصب وشهوة النفس ونفي للدليل فهذا ميل مذموم قد ذم الله فاعله، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾ (١) . ثالثا: أن شيخ الإسلام وإن مال إلى هذا القول فهو مسبوق إليه، بقول الشيخ الألوسي أثناء كلامه عن شيخ الإسلام في هذه المسألة "ولئن سلم أنه - أي شيخ الإسلام - مال إلى ذلك فقد ذهب إليه بعض السلف وأفراد من الخلف ... " (٢) . وبالتالي لا يكون مبتدعا في ذلك كما تقدمت الإشارة إلى هذا (٣) . رابعا: أن ابن تيمية كتب هذه الرسالة بناء على سؤال وجه إليه من تلميذه ابن القيم، وذكر له في السؤال أن هذه المسألة تشكل عليه كما في نص السؤال. إذن فلا عجب أن الشيخ يستقصيها من جميع جوانبها ويوازن بين أدلتها، وعند ذلك ظن من ظن بأنه يقول بفناء النار أو يميل إلى القول به.

(١) سورة النساء، الآية: ٢٧. (٢) جلاء العينين للألوسي "ص٤٨٨". (٣) راجع "ص٢١".

1 / 26