Libro de Refutación y Argumentación contra Al-Hasan ibn Muhammad ibn al-Hanafiyyah

Hadi Ila Haqq Yahya d. 298 AH
168

Libro de Refutación y Argumentación contra Al-Hasan ibn Muhammad ibn al-Hanafiyyah

كتاب الرد والاحتجاج على الحسن بن محمد بن الحنفية

Géneros

Fiqh chií

وأما ما سأل عنه من قول الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله: {ألم نشرح لك صدرك* ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك}؛ فإنا نقول: إن الشرح من الله لصدره؛ هو توفيقه وتسديده، وترغيبه بالهدى وتأييده، وتعليمه ما كان يجهله وتفهيمه، فشرح الله بالإيمان صدره، ورفع بالوحي المنزل قدره. وأما الوزر الذي وضعه الله عن ظهره؛ فهو ما يغفر له من ذنوبه. ومن الوزر ما كان منه من الضلال عن الوحي والهدى، فوضعه الله سبحانه عنه بهداه له. ومما خصه الله به(ما آتاه)(1)؛ من التبصرة(2) والزيادة في تقواه؛ فجعله من بعد أن كان جاهلا عالما، ومن بعد أن كان متبعا متبعا. ومن ذلك ما وضع عنه من وزر الفقر وضراه، وما متن به عليه من بعد العيلة(3) وأغناه، كما قال تباركت أسماؤه، وعزت بكريم ولايته أولياؤه: {ووجدك عائلا فأغنى} [الضحى: 8]. وأما قوله سبحانه: {الذي أنقض ظهرك}؛ فهو أوقره وفدحه، وغمه وكربه؛ من الضلال؛ عن العمل برضى رب الجلال، فوضع الله عنه ثقل ذلك بما بصره وأوحى إليه، وفضله وامتن به عليه. وليس ذلك الوزر حملا من الأحمال على ظهره، ولا وقرا أوقر بحمله، وإنما ذلك على المثل، قال الشاعر(4):

حملت أمرا عظيما فاضطلعت به...جزاك عنا إله الخلق رضوانا

Página 465