قال ابن عباس ﵄: "أخشى أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول قال رسول الله، وتقولون قال أبو بكر وعمر".
وقال أحمد بن حنبل ﵀: "عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان والله تعالى يقول: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور:٦٣] أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك".. انتهى.
وليعلم أننا لم نجترئ على تكفير من وجدنا في كلامه ألفاظًا شركية كصاحب البردة وأمثاله، وهذه زلات عظيمة ربما لو نبهوا عليها لتنبهوا ولا نسب الأموات وقد أفضوا إلى ما قدموا، ونسأل الله ألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب.
وأنكر المعترض قولنا: إن طلب الدعاء من النبي ﷺ ممتنع عقلًا وشرعًا فقال ومن أين لكم هذا الامتناع وما دليله من العقل والسماع.
جوابه.. أما امتناعه عقلًا فلأن النبي ﷺ ميت. قال تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر:٣٠]، وقال أبو بكر ﵁: "من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا بشر قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، وقال: أما الموتة التي كتبت عليك فقد متها ولن يجمع الله عليك موتتين"١
_________
"١"صحيح: صحيح البخاري"١٢٤٢، ٣٦٧٠، ٤٤٥٤".
1 / 47