وأنت الذي حذرتني كيدها فلا ... تكلني إلى نفسي فما لي بها حول
إلهي أنا العبد الذليل وكيف لا ... وعزك منقاد له البعض والكل
وكيف ينال الضيم والهضم جانبي ... وأنت نصيري أم يمر بي الذل
وعزك عزي يا عزيز وموئلي ... أصول على الأعدا به وبه أعلو
أناخت بك الآمال مني جميعها ... وألقت عصى التسيار وانقطع السبل
فكيف يخيب القصد عندك سيدي ... أغيرك يرجى أم سواك له أهل
وها أنا مدل بافتقاري وفاقتي ... إليك وظني فيك أن ينجح السؤل
وما غير هذا لي إليك وسيلة ... وتعويدك الإحسان والبر من قبل
فكيف وهذا يستحيل وصوله ... إليك ومما لا يجوزه العقل
إلهي أشكو حالتي واستحالتي ... وجهلي ومن شر الثلاث هو الجهل
ومالي اشكو ما به أنت عالم ... وليس بخاف عنك جزء ولا كل
وكيف مقالي معربا ومترجما ... به لك عما في ضميري له حل
وما القول إلا منك قد كان بارزا ... إليك فمنك الخلق والأمر والفعل
إليك يمد السائلون أكفهم ... فترجع ملأى بالعطاء وما ملوا
إليك يروم السالكون بلوغهم ... فإن سلكوا غير الطريق فقد كلوا
إليك يسير السائرون بقصدهم ... فإن قصدوا إلاك في سيرهم ضلوا
لديك يريد الواصلون نزولهم ... فإن نزلوا حيوا وقد هيء النزل
إلهي إن اللطف بي منك شامل ... مع الجهل مني ان ذا لهو الفضل
إلهي أفعالي قباح جميعها ... ورحماك تربو كلما قبح الفعل
إلهي بعدي عنك أوحشني وما ... أشدك قربا لكن الحاجب الجهل
وما زلت مع بعدي وشدة غفلتي ... تعرف لي بالقرب مني وما يحلو
إلهي أنت مني أقرب لي فما ال ... ذي لك عني حاجب حارت النبل
وما لذوات الكون قط حقائق ... فتحجب إلا الوهم والآل والظل
وكيف تكون الحادثات حواجبا ... لمحدثها لولاه ما حدث الكل
وكيف تكون الظاهرات حواجبا ... لمن هو منها كان أظهر من قبل
Página 3