Eje del Placer en las Descripciones de los Vinos y Licores
قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور
ودرهم بين ريحانٍ ومنتقلٍ ... جهدُ المقلّ، ولا كفرٌ بنعماء
وكتب بعضهم:
أنا في البيت وحيد ... واشتياقيك شديد
ولدينا الراح والريحان والعيش الحميد
فأْتِ من يبدا بذكراك اشتياقًا ويعيد
وكتب كشاجم إلى آخر وقد دعاه فتثاقل عليه:
جُعلت فداءك ماذا الجفاء ... قل لي متى كنت عنِّي صبورا
رددت الرسول بذلّ الحجاب ... فحجبتَ عن مرسليه السُّرورا
وقد حضروا كلُّهم كالنجوم ... ولو قد رأوك لصاروا بدورا
وقد أحكم الطبخَ طبَّاخُنا ... وأعجله واستتم القدورا
وفاحت بمثل ثناء العفاةِ ... غداة انتحوا لِنداك الغزيرا
وبُلَّ لنا الخَيْشُ في قبَّةٍ ... تعيد الشتاء وتنفي الحرورا
وحبلٌ تساقَطَ قطرُ المياه ... عنه إلى الأرض درًاّ نثيرا
فلو أنها نُصبت في الجحيم ... لغادرها بردُها زمهريرا
وعندي ثلجٌ توهَّمتُه ... بياض أيادٍ أصابت شكورا
يريك بياض ثغور القيان ... رأين برأس محبٍّ قتيرا
ويعدل عن شاربيه المزاج ... ويعدل صفراءَهم أن تثورا
وساقٍ أغنّ ومشمولةٌ ... غدا المسكُ من ريحها مستعيرا
ومسمعةٍ تطرب السامعين ... برنَّات طفل يشوق الكبيرا
وتُهدي إلى القلب زور السرور ... إذا حركت منه مثنىً وزيرا
فلا تُخلِنا منك يا سيدي ... وكُنْ بالمسير إلينا جديرا
ذكر ما جاء في الثقلاء
قيل لبعض الحكماء: لِم صار الرجل الثقيل أثقل من الحمل الثقيل؟ قال: لأن الحمل الثقيل يشارك البدن الروح في حمله، والرجل الثقيل تنفرد الروحُ وحدها بحمله.
وقال بعض الأطباء لبعض الملوك: لا تكثرن شرب الدواء فإن أثر الدواء في البدن كأثر الصابون في الثوب ينفقه ويخلقه، فإن كنت لا بدَّ فاعلًا، فاجتنب رؤية الثقلاء إذا شربته، فإن مشاهدة الثقيل حمّى الروح، قال الشاعر:
شخصُك في مقلة النديم ... أثقل من رعيةٍ النجوم
يا رجلًا ظلُّه علينا ... أثقل من مَنَّة اللئيم
إني لأرجو بما أُلاقي ... منك خلاصًا من الجحيم
وقيل: ثلاثة تشتدُّ مئونتهم: النديم المعربد، والجليس الثقيل، والمغني البارد.
وقال إبراهيم النظام: إذا علم الثقيل أنه ثقيل فليس بثقيل وكان يقال: من خاف أن يثقل لم يثقل.
وقال الحسن البصري: ذكر الله الثقلاء في كتابه فقال: وإذا طمعتم فانتشروا، الآية؛ وكان أبو هريرة إذا استثقل أحدًا قال: اللهم اغفر له وأرحنا منه. وكان الأعمش قد نقش على خاتمه، وكان حرجًا ضيِّق الأخلاق: أبرمت فقُم، فكان إذا جلس إليه ثقيل ناوله إياه، وقال بعضهم:
ونديم جليسه في سياقٍ ... ساعةٌ منه مثل يوم الفراقِ
ليته مثل ما أراه يراني ... ليلاقي من الأذى ما أُلاقي
ودخل أبو الهندي بيت خمار، فوجد فيه الأخطل وقد سكر فلما رأى أبا الهندي استثقله ولم يعرفه، فقال:
ألا فاسقياني وانفيا عنكما القذى ... فليس القذى بالعودِ يسقط الخمرِ
ولكن قذاها زائرٌ لا تريده ... رمتنا به الأقدار من حيث لا ندري
فقال أبو الهندي:
إن كنت ندماني أبا مالك ... فاسقِ أبا الهندي بالكُندره
من قهوةٍ صهباء كرخيَّةٍ ... تأخذ بالرأس وبالحنجرة
تُسكب من زقٍّ لنا مسندٍ ... أسحم رشاشٍ له قرقرة
كأنما أكرعُهُ، إذ بدت، أيدي لصوصٍ، قُطعت، مُنكرة
فقام إليه الأخطل فاعتنقه ورحب به، وأقاما متنادمين أيامًا كثيرة.
وقال أبو المستهل:
مشتمل بالبغض لا تنثني ... إليه طوعًا لحظةُ الوامق
يظلُّ في مجلسنا مُبغضًا ... أثقل من واشٍ على عاشقِ
وقال آخر:
أيا من ضجَّت الأرض ... إلى الرحمن من ثقلِهْ
ويا غضب الله على آدم من أجله
1 / 86