158

Sustento de los Corazones

قوت القلوب

Investigador

د. عاصم إبراهيم الكيالي

Editorial

دار الكتب العلمية - بيروت

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٢٦ هـ -٢٠٠٥ م

Ubicación del editor

لبنان

فتيممنا إلى المناكب واستوعب جملة اليد لعموم الخطاب حتى أخبر النبي ﷺ بذلك فأمرهم بالتيمم إلى المرفقين، وفي خبر: إلى الزندين باختلاف الروايتين فخص بعض اليد فلذلك اختلف العلماء في تبعيض اليد في المسح وكذلك العمل فيما ورد مجملًا أن يستعمل في الجملة حتى تخصه السنة، فمن ذلك ما روي أن رجلين على عهد رسول اللَّه ﷺ تآخيا في العبادة فاعتزلا الناس فقال أحدهما لصاحبه: هلم اليوم فلننفرد عن الناس ونلزم الصمت فلا نكلم من يكلمنا فإنه أبلغ في عبادتنا، قال: فاعتزلا في خلوة وصمتا فمر بهما رسول اللَّه ﷺ فسلم عليهما فلم يردا ﵇، قال: فسمعناه يقول حين جاوزنا: هلك المعتمقون المتنطعون فاعتذرا إلى رسول الله ﷺ وتابا من ذلك إلى الله ﷿، ومثل ذلك ماروي أن عمر بن الخطاب ﵁ كان يعس ذات ليلة فنظر إلى مصباح أبيض في خلل باب فاطلع فإذا قوم على شراب لهم فلم يدر كيف يصنع فدخل المسجد فأخرج عبد الرحمن بن عوف فجاء به إلى الباب فنظر وقال له: كيف ترى أن نعمل؟ فقال: أرى والله أنا قد أتينا مانهانا الله عنه لأنّا تجسسنا على عورة فاطلعنا عليها وقد سترها الله دوننا وما كان لنا أن نكشف ستر الله ﷿، فقال: ماأراك إلا قد صدقت سبعًا ما أنفذ عنك فانصرفنا، وفي لفظٍ آخر أنه قال له: أرى أنّا قد عصينا الله ورسوله ونهانا رسول الله ﷺ عن التجسس فقال: صدقت فأخذ بيده وانصرف. ونلزم الصمت فلا نكلم من يكلمنا فإنه أبلغ في عبادتنا، قال: فاعتزلا في خلوة وصمتا فمر بهما رسول اللَّه ﷺ فسلم عليهما فلم يردا ﵇، قال: فسمعناه يقول حين جاوزنا: هلك المعتمقون المتنطعون فاعتذرا إلى رسول الله ﷺ وتابا من ذلك إلى الله ﷿، ومثل ذلك ماروي أن عمر بن الخطاب ﵁ كان يعس ذات ليلة فنظر إلى مصباح أبيض في خلل باب فاطلع فإذا قوم على شراب لهم فلم يدر كيف يصنع فدخل المسجد فأخرج عبد الرحمن بن عوف فجاء به إلى الباب فنظر وقال له: كيف ترى أن نعمل؟ فقال: أرى والله أنا قد أتينا مانهانا الله عنه لأنّا تجسسنا على عورة فاطلعنا عليها وقد سترها الله دوننا وما كان لنا أن نكشف ستر الله ﷿، فقال: ماأراك إلا قد صدقت سبعًا ما أنفذ عنك فانصرفنا، وفي لفظٍ آخر أنه قال له: أرى أنّا قد عصينا الله ورسوله ونهانا رسول الله ﷺ عن التجسس فقال: صدقت فأخذ بيده وانصرف. ورينا نحو هذا أن عمر ﵁ كان يعس ليلة مع ابن مسعود فاطلع من خلل الباب فإذا شيخ بين زق خمر وقينة تغنيه فتسور عليه وقال: ماأقبح بشيخ مثلك أن يكون على مثل هذه الحال، فقام إليه الرجل فقال: ياأمير المؤمنين أنشدك الله ألا أنصفتني حتى أتكلم فقال له: قل فقال: إن كنت قد عصيت الله ﷿ في واحدة فقد عصيته أنت في ثلاث، قال: وماهي؟ قال: قد تجسست وقد نهاك الله ﷿ عن ذلك وتسوّرت وقد قال الله ﷿ (وَلَيْسَ الْبِرُّ بأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا) البقرة: ١٨٩ ودخلت بغير إذن وقد قال الله ﷿ (لا تَدْخُلُوا بُيُوتًِا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتى تَسْتَأنِسُوا وَتُسَلِّموا عَلى أَهْلِهَا) النور: ٢٧ فقال عمر: صدقت فهل أنت غافر لي ذلك فقال: غفر الله لك فخرج عمر وهو يبكي حتى علا نشيجه وهو يقول: ويل لعمر إن لم يغفر اللّه له، تجد الرجل كان يتخفى بهذا عن ولده وجاره فالآن يقول: رآني أمير المؤمنين ونحو ذلك، وجاء في الخبر: إذا دعي أحدكم إلى طعام فإن كان مفطرًا فليجب وإن كان صائمًا فليقل إني صائم، فأمره بإظهار عمله وهو يعلم أن الإخفاء أفضل ولكن إظهار عمله من حيث لايؤثر في قلب أخيه وجدًا أفضل من إخفائه لنفسه مع تأثير ذلك في قلب أخيه لتفضيل المؤمن وحرمته على الأعمال إذ الأعمال موقوفة على العامل وإنما يعطي الثواب على قدر العامل لا على قدر العمل لتضعيف الجزاء لمن يشاء على غيره في العمل الواحد فدل ذلك أن المؤمن أفضل من العمل فقيل له: ارفع التأثير والكراهة عن قلب أخيك بإظهار عملك فهو خير لك من

1 / 164