بالمسجد الذي أُسِّسَ على التقوى مسجدُ النبي ﷺ بالمدينة، وظاهر غيره من الأحاديث أنه مسجد قُباء.
وقال ابن عطية (١) في تفسيره: " أنه الذي يليق بالقصة. قال: إلاَّ أن
ذلك القول رُوي عن رسول الله ﷺ ولا نظر مع الحديث " (٢) انتهى. قال (٣):
" وقد اختلف الصحابة والتابعون في ذلك، فذهب زيد بن ثابت، وابن عُمر، وأبو سعيد الخدري إلى أنه مسجدُ المدينة، وهو قول سعيد بن المسيب ومالك بن أنس. وذهب ابن عباس، وعروَة بن الزبير وسعيد بن جبير، وقتادة، وعطية العوفي إلى أنه مسجد قباء. والأول أصح لموافقته (٤) للأحاديث الصحيحة، وخالف في ذلك ابن العربي، فذكر الآية ثم قال: " لا خلاف أنهم أهل قباء والأمر مشهور جدًّا، صحيح عن جماعة لا يُحصون عَدًّا. فهو أوْلى من العمل بحديث يرويه أُنيس بن أبي يحيى عن أبيه، ورُواة ما قلناه (٥) أولى " (٦) . ثم استدل بحديث عائشة في قصة الهجرة.