وانظر إلى ما يقوله «وايتهد» من أن «القرش في ذاته » بغض النظر عن أوضاعه المختلفة وبغض النظر عن إدراك الحواس له، دائري في حقيقته، واسأل نفسك: ترى كيف تكون حالة القرش لو كان هذا الكلام صحيحا، ثم كيف تكون حالته لو كان هذا الكلام خطأ؟
ولا أحسبك مستطيعا أن تجيب؛ فإدراكاتنا للقرش لن تتغير، صدق هذا القول أو كذب، وإذن ف «النظرية» المزعومة ليست «نظرية» على الإطلاق، بل ليست قولا على الإطلاق؛ لأن القول شرطه أن يخبرنا بشيء، والخبر شرطه احتمال أن يصدق أو يكذب، وليس يتحقق هذا الشرط فيما نحن الآن بصدده.
وبودي لو أسعفني المجال، إذن لعرضت على القارئ نظريتين أخريين سائدتين في الفلسفة الإنجليزية المعاصرة، وهما نظرية «الأشياء المركبة»
The Theory of Compound Things
التي قال بها «س. إسكندر» و«نظرية الظهور»
The Theory of Appearing
التي ذهب إليها «مور» لكن القارئ يستطيع أن يرجع إليهما في أصولهما إذا شاء!
1
وعلى كل حال فقد كنا سننتهي به بعد نقد هاتين النظريتين إلى النتيجة التي أثبتناها في هذا المقال.
عينية ابن سينا
Página desconocida