علما بأن هناك من أئمة أهل الحديث من يقول بهذا القول الأخير وفي مقدمتهم البخاري صاحب الصحيح ، بل إن منهم من ثبت انه يقول بخلق القرآن وحسبنا أن نذكر أحد مشائخ البخاري الكبار ومن كانوا يسمونه أمير المؤمنين في الحديث وهو علي المديني ، إلى جانب عدد من الرواة ممن كانوا يروون عنهم ويوثقونهم قبل المحنه ، وبعد ذلك اتضح انهم يقولون بخلق القرآن أسقطوا عدالتهم وطعنوا فيهم وجرحوهم !! ، وكل ذلك يؤكد بأن كلام الله - ومنه القرآن - هل هو مخلوق أم غير مخلوق ؟ هي أولا وأخيرا وبغض النظر عن أي شيء آخر مسألة فكرية محضة دار حولها الخلاف بين المسلمين ولكل فريق رأيه وأسبابه الفكرية وأدلته ، والعبرة فيها بالدليل والحجة والبرهان ، لا بالتعصب والمعارضة اللاواعية والتقليد الأعمى والتكفير ، وما حدث من فرض المعتزلة لرأيهم فيها بالقوة وتعرض المحدثين لما تعرضوا له من محنه ، أمر يدينه ويستنكره ويرفضه ويحكم بتجاوزه للشرع كل عاقل منصف .
وكذلك الحال بالنسبة لما فعله الحنابلة بالمقابل مما كان أعظم وأشد من المحنة ، وإقرار هؤلاء أو أولئك على ما فعلوه إقرار بالباطل باعثه التعصب والهوى على حساب الشرع والحق .
Página 9