وقد استغل بعض رجالات النصارى وعلمائهم - الذين بقوا على دينهم وآلمهم تغلب الإسلام على بلدانهم ودخول الكثير من المسيحين في دين الله أفواجا - استغلوا ما جاء في القرآن الكريم من وصف المسيح بأنه( كلمة الله ) وإقرار المسلمين جميعا بذلك ، في إثارة مسالة كلمة الله هل هي مخلوقة أم غير مخلوقة ؟ والترويج لفكرة قدم ( كلمة الله ) في أوساطهم ودفعهم إلى تبنيها والإقرار بها بشكل أو بآخر ، لاسيما أن المسلم سينفر - عند مجادلته وطرح الأمر عليه - من القول بأن كلمة الله مخلوقة ،أو تصور أن الله كان ولا كلمة معه ، لا بخلفية دلالتها على قدم المسيح بالطبع ولا إدراك ما يترتب عليه بهذا الخصوص ، وإنما بخلفية دلالتها تلقائيا على ( كلام الله ) المتمثل بدوره في القرآن ، وما يتبادر إلى الذهن من قيامها بقولنا ( علم الله ) الذي لا يجوز أن يكون مخلوقا محدثا ، ناهيك عن أن لفظ مخلوق سيبدو وكأنه مناف لقدسية كلام الله وللقرآن تحديدا ، ومعارض لكونه منزلا ومصانا من التحريف أو التبديل .... الخ ، ما يجعل فكرة القدم أقرب إلى الأذهان وأسرع نفاذا وتقبلا ..!!!
Página 23