] أسباب نشوء هذه المسألة وعلاقتها بالخلاف بين الإسلام
والمسيحية [
لم تكن مسألة القرآن أمخلوق أم غير مخلوق ؟ مطروحة من قبل في أوساط المسلمين ولا كان هناك ما يدعوا إلى إثارتها بينهم ، أو طرحها أو بحثها ..، ناهيك عن أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يتكلم فيها ، ولا خاض فيها أحد من الصحابة ولا ورد في كتاب الله تعالى لفظ (مخلوق) صراحة في وصف القرآن فضلا عن قديم أو غير مخلوق ، وبرغم أن الله سبحانه قد وصف القرآن بأنه محدث في قوله تعالى : ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) ، ومجعول في قوله تعالى : ( إنا جعلناه قرآنا عربيا ) ، وجعلناه : أي خلقناه ، إلا أنه كان من الطبيعي أن يفاجأ أغلب المسلمين بالقول صراحة بأن القرآن مخلوق ، ويحدث ردود أفعال عكسية لديهم ، لاسيما أن لفظ (مخلوق) بالذات قد بدا - في أذهانهم - وكأنه مناف لقدسية القرآن بل ومعارض لكونه منزلا ، ناهيك عن ارتباطه ( في وجدان العامة بسوء فهم على درجة كبيرة من الخطورة ، فمن ناحية لقد كاد يلتبس عليهم لفظ الخلق بلفظ الاختلاق ، بل إن هذا المفهوم من معاني لفظ الخلق ، وليس مجرد تشابه لفظي ) .(1)
إضافة إلى التباس آخر ( لا يقل خطورة عن السابق في أذهان العامة هو ما يلزم عن تصور المخلوق حيا أنه لابد أن يموت ، إن كل مخلوق فان ) . ) 2( .
الهوامش : -
(1 ، 2 ) الدكتور أحمد محمد صبحي ( في علم الكلام ) ج1 ص136 ،137 .
........
Página 19