ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

Gazi bin Salim Aflih d. Unknown
114

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

Editorial

مكتبة دروس الدار

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م

Ubicación del editor

الشارقة - الإمارات

Géneros

بوجود الله، وبأنَّه هو الخالق والربُّ بنص القرآن، وليس معناه أنه لم يقع لهم شرك في الربوبية. فمن الناس من يعتقد في القبور والأضرحة والأولياء نفعًا أو دفعَ ضُرٍّ، فهذا من شركهم في الربوبية، وإلا فالشيطان لما خاطب ربه ﷾ قال: ﴿قَالَ رَبِّ﴾ ناداه باسم الربوبية؛ فهو يقر بأن الله ﷾ ربٌّ له. يقول ربنا -جل وعلا- عن إبليس: ﴿قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٦)﴾ [الحجر]. وقال أيضًا: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ﴾ [الحجر]. والمقصود أنه خاطب ربه ﷾ باسم الربوبية. وكذا فرعون الذي أنكر وجود الله ﷾ لمَّا وقع له ما وقع وجاءه الغرق: ﴿قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩٠)﴾ [يونس] وقد كان من قبلُ يقول: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (٢٤)﴾ [النازعات]. فالمنكرون للربِّ ﷾ ولوجوده -جل وعلا- إنما أنكروا ذلك إنكارَ جحودٍ وعنادٍ كما قال ربنا ﷾: ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ [النمل: ١٤] إذًا يوجد من أشرك في توحيد الربوبية بادعاء أن أحدًا يعلم الغيب أو أن أحدًا يملك نفعًا أو دفعَ ضُرٍّ أو غير ذلك، لكنَّ الخلائق قد أجمعت على إثبات وجود الله ﷾.

1 / 120