============================================================
قال محمد: وكانت أخلاق أحمد بن بقى من أخلاق أبيه بقى بن مخلد فى المذاراة والاغضاء، وأحسن الإقبال على كدوه، وجميل الصفح عن ظالمه.
قال لى عبد الرحمن بن أحمد بن يقى : كسنت بحضرة أبى، حتى أتى من يحكى عن رجل ، آنه رفع فيه بطاقة إلى آمير المؤمنين - آعزه الله - فجعل يدعو لذلك الرافع بالتوبة ويتحين عليه من المآثم.
قال خالد بن سعد : أتيت أحمد بن بق تهار جنازة ولد الحبيب بن زياد، فقال لى : هل لك رأى فى الستير إلى دار المتوفسى ؟ قلت : نعم . فصحبتثه، وخرج وهو ماش من المسجد إلى دار الميت، فلما أتينا بعض الطريق، قال : لقد أذانى هذا الميت ، وقد صبرت عليه إذ كان فى الدنيا فلم آكافته، وهو اليوم أحوج إلى أن أصبر عليه ، أشهدك أنه فى حل من كل مافعل بى .
قال محمد: وكان أحمد بن بقى رموف القلب ، رفيق العقوبة، وله فى مثل هذا المعنى خاصه أخبار معجبة مستجملة، بخروجها عما عثرف من أخلاق الناس وأخبارهم: قال لى أحمد بن محمد بن عمر بن لبابة ، وفرج بن سلمة البلوى .
حضرنا آحمد بن بقى في جلس نظره، وقدأتته امرآة، تخاصم زوجها، فاستطالت عليه بلسانها ، وآذته بصلفها ، فنظر إليها، فقال لها: أقصرى وإلا عاقبتك ، فانكسرت المرأة شيئا، ثم عاودت الصلف، فقال لها القاضى : أقصرى وإلا عاقبتك، فانكسرت، ثم عاودت
Página 224