============================================================
ثم خرجنا معه، فشى ولم يركب، ومشينا معه حتى بلغ إلى الفرن الذى كان يطبخ فيه خبزه، فقال للفران : خبزتى مطبوخة ؟ فقال له : نعم .
فقال له : هاتها ، فناوها له ، فأخذها فجعلها تحت عضده، وأقبلنا نمشى حتى بلغنا الدار فدخل، وانصرفنا عنه .
قال محمد : ذكر أهل بعض العلم ، قال : كان سعيد بن سليمان القاضى يحكم فى المسجد الجامع ، ويأتى إليه ماشيا ، وأنه كان يوما من الايام مقبلا ضحى ، فلا أتى باب اليهود التقى بسعيد بن حسان الفقيه، وكان سعيد بن حسان منقبضا عنه، فقال له القاضى : أبا عثمان ، مالك تنقبض عنى فلا تأتينى؟ فوالله ما آريد إلا الحق، ولا أقصد غيره، فقال له سعيد بن حسان : والله لو أعلم هذا ماتعدت عنك، ولتحملت هذه الخريطه(1) بين يديك.
ثم عاد سعيد إلى إتيانه.
قال محمد: ال ولبث سعيد بن سليمان قاضيا إلى أن مات الأمير عبد الرحمن بن الحكم - رضى الله عنه - سنة ثمان وثمانين ومائتين.
فجكى محمد بن عبد الملك بن آيمن ، عمن أخبره، ممن شهد البيعة للأمير محمد، رحمه الله: انه لما دخل عليه القاضى سعيد بن سليمان ودنا منه ، قال له محمد الأمير : أيها القاضى، امض على نظرك، فتمادى قاضيا فى أول أيام الأمير محمد رحمه الله- نحو عامين، ثم مات غير معزول (1) الخريطة : وعاء من جلد لحفظ الأوراق ، يريد محفظة القاضى التى به اوراقه
Página 140