٤ - باب مما رووه مما العمل على خلافه
مسلم بن خالد الزنجى (١)، عن زيد بن أسلم (٢)، عن عبد الرحمن البيلمانى (٣) قال: كنت بمصر، فقاك لى رجل: ألا أدلك على رجل من أصحاب رسول الله ﷺ؟ قلت: بلى. قال: فأشار لى إلى رجل فأتيته. فقلت: من أنت يرحمك الله؟
قال: سرق. قلت: سبحان الله ينبغى لك أن تتسما بهذا الاسم وأنت رجل من أصحاب رسول الله ﷺ. فقال: إن رسول الله ﷺ سمانى فلن أدع ذلك أبدًا. فقلت: لم سماك رسول الله ﷺ سُرّق؟ .
فقال: قدم رجل من أهل البادية ببعيرين له يبيعهما فابتعتهما منه، ثم دخلت منزلى، فخرجت والأعرابى مقيم فأخذنى وقدمنى إلى رسول الله ﷺ وأخبره الخبر، فقال لى: "ما حملك على ما صنعت؟ " فقلت: قضيت بينهما حاجتى يا رسول الله فقال: "اقضه".
فقلت: ليس عندى فقال: "أنت سُرق اذهب يا [١٦/ب] قبعة حتى تستوفى حقك". قال: فجعلوا يسومونه بى فيقول ماذا تريدون.
فيقولون: ماذا نريد، نريد أن نفتديه منك. فقال: "والله إن منكم أحد أحوج إلى الله منى فقد أعتقتك" (٤).