230

قصص من التاريخ

قصص من التاريخ

Editorial

دار المنارة للنشر والتوزيع

Número de edición

العاشرة

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م

Ubicación del editor

جدة - المملكة العربية السعودية

Géneros

عشية وضحاها
هبطت ليلة الثلاثاء ١٥ رجب ٤٨٤هـ على قصر الملك الشاعر وهو لا يزال على العهد به منذ عشرين عامًا، سابحًا في النور، رافلًا في حلل النعيم، ولا يزال أهله سادرين في أفراحهم، واثقين بدهرهم، مطمئنين إلى سعدهم، ولم يُخِفْهم ما رأوا البارحة من طلائع الفاجعة ونُذُرها إذ أطبقت سحبها سودًا متراكبات ترتجس بالرعد، وتنبجس بالبرد (١)، وتعزف رياحها الهوج العاتيات ... لأنهم كانوا على يقين من زوالها، وكانوا يرجون - من بَعدها - صباحًا طلقًا، ضاحك الطلعة، ساجع (٢) الطير، مزهر الروض.
كذلك عوّدتهم الأيام حين غمرتهم بنعمها، وأفاضت عليهم متعها، ولم تمسك عنهم خيرًا يطمع فيه عاشق ولا شاعر ولا ماجد شريف. وكان للملك من نفسه الكبيرة جيش إذا افتقد الجيش، وكان

(١) رَجَس صوت الرعد وارْتَجَس: عَظُمَ واختلط، ورَجَسَت السماء: رعدت رعدًا شديدًا. وتنْبَجِس: تنفجر؛ في القرآن: ﴿فانْبَجَسَتْ منهُ اثنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾. (مجاهد).
(٢) يقال: سجعت الحمامة: إذا رددت صوتها على طريقة واحدة (مجاهد).

1 / 237