110

La historia de Troya

قصة طروادة

Géneros

وانقض أخيل يشفي غيظه بقتل عشرات وعشرات من أبطال طروادة، فصرع إيفتيون العظيم ابن عذراء البحر، ثم ثنى بالكمي الكبير ديموليون فشج رأسه، فانبثق الدم يتفجر منه وبرز المخ، وذهبت روحه إلى هيدز! ثم ثلث ببطل الأبطال هيوداماس، شكه شكة فتركه يخور كخوار الثور، مسوقا إلى مذبح الآلهة، ثم انقض على بوليدور بن بريام ملك طروادة فطعنه في ظهره طعنة صرعته ونشرت ظلام الموت في عينيه، فهوى إلى الأرض يئن أنينا مؤلما أبكى الجند، وأحزن أخيل نفسه.

لقد كان بوليدور أحب صغار بريام إليه، وكان يجري فيسابق الريح وينازل القروم الصيد فيصرعهم عشرات ووحدانا، فيا حزن أبيه الملك عليه بعد اليوم!

وكأن ظلام الموت الذي خيم على عيني بوليدور امتد حتى ظلل عيني هكتور! ولم تكن الحياة رخيصة في نظر بطل طروادة مثلها اليوم، فقد فجعه أخيل في بوليدور، فلا بد أن يفجع ذيتيس وبليوس والدي أخيل، في أخيل نفسه.

وألهب جياده فاندفعت بعربته ناحية أخيل.

واستبشر زعيم الميرميدون حين رأى هكتور يسرع ناحيته قدما، وذكر أنه قاتل بتروكلوس فدارت به الأرض، وذكر أن بتروكلوس ينتظر ثأره ميتا، ولا بد أن يعود أخيل إليه به ، فتقدم نحو هكتور وقال له: «هلم يا ابن بريام فتعجل قتلتك، وودع الحياة الحلوة التي لن تهنأ بها بعد اليوم!» وتجهم هكتور، وكلم أخيل فاعترف أنه أقوى منه وأطول في مواقف الحرب باعا، ولكنه حذره من الغرور؛ «ومن يدري؟! هل أوحت إليك السماء أن تقتل هكتور؟ وهل أخذت على المقادير عهدا ألا يصرعك هكتور؟!» ثم انقض ابن بريام فأرسل حربته الظامئة إلى صدر أخيل، ولولا أن مينرفا كانت جانبه تحرسه، ولولا أنها زحزحته قليلا فتفادته الطعنة، لكان أخيل حديثا من الأحاديث!

وبهت أخيل، ثم صاح صيحة رجف لها جانب الجبل، وجاوبتها أسوار طروادة، ورددت أصداءها أجواز السماء؛ وانقض على هكتور يود لو يقتلعه من عربته فيضرب به الأرض، وتذهب روحه بعدها إلى الجحيم! وكان أبوللو إلى جانب هكتور هذه المرة كما كان إلى جانبه دائما؛ وراع الإله الأكبر أن يهجم أخيل تلك الهجمة الي يعجز عن مثلها مارس الجبار نفسه.

وذهل أبوللو ماذا يصنع ليقي بطله من رمح أخيل؟!

ثم ذكر ما صنعه نبتيون من أجل إينياس، فنشر ضبابة كثيفة أمام عيني أخيل، وتقدم إلى هكتور فحمله وذهب به إلى حيث يكون بنجوة من مصير محزن كان يوشك أن ينتهي إليه.

وظل أخيل يطعن الضبابة، مشدوه اللب حيران!

طعنها مرة ثم مرة ثانية ثم ثالثة، ثم ما كاد يطعنها الرابعة حتى أمحت وبطل السحر، وانكشف له الميدان يضج بالجند ويعج بعدة الحرب، ولكنه مع ذاك وغير ذاك ... خلو من هكتور! «جميل يا هكتور! صل للإله الذي أنقذك اليوم مني! صل لربك أبوللو! لقد أنجاك من قتلة بينة وموتة محققة ... صل له هكتور! ولكن ثق أننا سنلتقي بعدها، ولا أدري هل ينقذك إلهك عندها؟!

Página desconocida