أبيها، وأمام «عانو» قالت: «أيها الوالد الرحيم: إن غلغامش يلحظني أينما سرت، إنه عد زهرات تاجي الإلهي.»
ومن حول رواية حب عشتار «لغلغامش» تقوم أسطورة طبيعية، يغلب أن تكون أسطورة ذات علاقة بفيض ربيعي. فإن «غلغامش» إله الشمس، أو البطل الذي اختص بالصفات التي يختص بها إله الشمس، قد تعشقته «عشتار» إلهة الحب، الإلهة الأم العظيمة، التي تتعهد برعايتها منتوجات الربيع الجميلة. فإننا إذا رجعنا إلى حوادثها الغرامية الأولى نقع على قصة «تموز» الخرافية، التي تقتل فيها «عشتار» حبيب قلبها وصفيها «تموز»، مشفوعة بقليل من الروايات الميثولوجية المتناثرة المتدابرة، ولا يبعد أن يكون لهذه الأسطورة اعتبارات تنجيمية - استرلوغية - في هذه المرحلة من القصة الكبرى.
ثور عانو
ولنرجع إلى سياق القصة؛ فإن «عشتار» في غضبها وسخطها تلجأ إلى «عانو»
Anu
أبيها، و«عاناتو»
Anatu
أمها، متوسلة إلى الأول أن يخلق ثورا شديد القوى ذا مرة، وأن يرسل به للقاء «غلغامش»، فيرفض «عانو» في البدء طلب ابنته، قائلا إنه لو فعل هذا أصاب القحط والجدب الأرض سبع سنين. غير أنه يرضى في النهاية، ويرسل ضد «غلغامش» بثور عظيم اسمه «عالو»
Alu .
أما الجزء الذي يعالج وصف المعركة في الألواح فمشوه تشويها كبيرا، غير أن الظاهر أن المعركة كانت حامية الوطيس، يخر في نهايتها الثور السماوي صريعا بضربة سيف من يد «غلغامش»، وتتطلع «عشتار» في النهاية غاضبة حانقة:
Página desconocida