ويا كاشف الهم الفظيع من الصدر
أراد أبوها أن يفرق بيننا
فأشرط شرطا يترك المرء بالقهر
فلما سمع الوزير شعره وعذوبة منطقه أحبه وخلع عليه خلعة سلة من الحرير الفاخر وأعطاه عمامة مذهبة، ودفع إليه خاتم الأمان والمنديل، ثم إن المقداد أخذ الخاتم وتركه في خنصره وكان فيه فضة يعادل خراج مصر والعراق سبع سنين، وشدد وسطه بالمنديل، وسار مع الوزير فوصل الخبر إلى الملك كسرى بقدوم المقداد فأمر غلمانه أن يفرشوا الفراش من جانب الديوان إلى حضرة الملك كسرى، كان طوله مد البصر، وأمر بعض خدامه وقال: اكمن في المكان الفلاني، فإن رأيت هذا البدوي ينزل من باب الإيوان عن جواده اقبله، فلما وصل المقداد إلى باب الإيوان نظر إلى الفراش الثمينة مفروشة، علم أنها مكيدة مدبرة عليه، فلم ينزل عن جواده بل ساق جواده إلى بين يدي الملك.
قال فلما وصل المقداد إليه ترجل عن ظهر جواده وسلم سلاما لطيفا، فلما نظره الملك كسرى تحقق عنده أنه فارس شديد وبطل صنديد فحياه وقربه وأدناه وقال: اطلب ما تريد؟ فعند ذلك أنشد هذه الأبيات:
أيها الملك المتوج باليها
والمرتجى لعظائم الأسباب
إني أتيتك من بلادي قاصدا
وإليك يا موصوف سقت ركابي
مولاي جئتك من بلادي راجيا
Página desconocida