باسم يسوع ابن العدرى

طالب منه في الحضرا

يعلمني اكتب واقرا

واشرح قصة مار نوهرا

مار نوهرا كان من صغره

عابد أصنام في خاطره

وخايف ما يعطي سره

لمن هو سكران من خمرا

كان في باد اسكندريه

قرية دمنهور مسميه

والطفل قد كان له وجيه

يقرا في كتاب الخبرا

تعلم في كتب العالم

وكان عقله دايم واهم

ومع العالم يتكلم

ويفحص في كتب الخبرا

الفلسفه كان يحصيها

وكان عقله تايه فيها

يلاقي القياسات تخزيها

توصلها لغمق البحرا

قال للسياس والتدبير

تكون لمن ليس عليه تعسير

هذا الامر به التحيير

لمن هو ناصر منتصرا

انا في الالهه متحير

كيف تخلصنا من النار

وهي في احوالها تتغير

ونحن معها زي اليسرا

نقدم لها دبايح وبخور

وليس تخرج من جوا الصور

وليس ناخد منها دستور

نقدم لها تور ام بقرا

هدا الفكرو وامتاله

حطه نوهرا في باله

ونظر في فعله واساله

متل الكرم بغير تمرا

ومن اجل شكه وافكاره

طلب من عادل انصاره

واوخرج لمومن اسراره

واحكاله ما في الفكرا.

عن الاله وعن الدبايح

كيف عقله عنهم رايح

بتقديس بخور ودبايح

وهم في الهيكل كللعترا

المومن بيسوع جاوب

وقال يا نوهرا كون تايب

بسك مع ربك تحارب

وتعبد وتتعب بغير اجرا

اتبعني للسكندرية

حتى انبشك على نية

ان الاصنام مدحية

وتعبك منهم في الصخرا

سمع نوهرا وعاد متحيار

واخبر والديه في ما صار

وكملت فيهم الاسرار

وقاله امضي يا نوهرا

من النصراني اتعلم

ومع كل انسان اتكلم

وحضر عقلك لا يوهم

وتنسى حرف من ما تقرا

دخل نوهرا الى اسكندريه

طفلان حافض بتوليه

وفي الدرس عاد له غيه

من النصراني في السترا

تعلم اسم الله اول

وفي دين يسوع اتفول

دخل للرهبنه متحول

ولم يغفل عن ما يقرا

قري المنيطقي والعربي

وجاه يسوع وهو يلته بي

وقال له مع من دا اللعبي

اصغي وافهم يا نوهرا

انا هو العالم والحكمه

انا هو ينبوع الرحمه

ومني تعطى كل نعمه

واملي المخازن والاهرا

انا اخزي علمات العالم

بكلمة من هو لي خادم

وانا أدب كلمن يظلم

الى من يكون مسكين دترا

انا اقيم من بين الاموات

واجلسه بين السادات

واعطيه سلطان يجهر آيات

ويكرز في اسمي جهرا.

لكن من راد يتبعني

يحمل صليبه ويلحقني

ولا يحب شي اكتر مني

ويكرز في اسمي جهرا.

وايضا يريد ينكر ذاته

ويترك بيته وامراته

ينكر خاصة ارادته

ويطلب بريه قفرا

ام يتبع رتبة رسلي،

عريان ومسكين.حتملي

ويسكب دمه من اجلي

وانا معه اكون في الحضرا

سمع مار نوهرا واتعجب

وعن الاصنام اتجنب

وقال انت تايه لا تعجب

ارجع لذاتك يا نوهرا

دا نور يضي اكتر منك

وعمله يضي خير من عملك

امضي ودع ابوك وامك

واتبع ليسوع في القهرا

هدي نوهرا عن اهتمامه

وجعل منتهى التمام علمه

ومضي لعند ابوه وامه

واخبرهم في ما يجرا

تظاهر له يسوع تاني

وقال يا نوهرا اكرز ايماني

انا اعطيك علم غير دنياني

تجلب فيه قوم الكفرا

ابوك وامك ياتون لعندك

ويعمدهم الذي عمدك

وانت تخرج عن اهلك

واطلع لمصر اكرز جهرا.

خرج نوهرا تايه عقله

بدا يكرز ما اقتبله

اهل البلاد شكون بعقله

وقالوا دا شربان خمرا.

واوخر قالو صار مجنون

تكلم في عالم مكنون،

وقال ان الهتنا بتكون

ضمة نجسه بغير قدرا.

قال الله واحد يوجد

وليس آخر غيره نعبد

وارتجت المدينه والبلاد

وطلبه الحاكم للحضرا.

وقال يا نوهرا انتقل عني

لان اصلك اقوا مني،

العلما لاجلك ترجمني

والالهه تبقى حصرا.

وتسمع بنا اشراف رومية

ان الالهه مخزيه

يرسلوا قصاد بلا ضيه

ياخدونا زي اليسرا

جاوبه الطفل جواب الشيخ

وقال يا والي قول توبيخ

انا قلبي بإلهي صحيح

وليس اعطى خوف في الحضرا.

ان كنت تومن يا والي

الهي هو قادر عالي

يخلصني من الموالي

وينجيني من العترا.

امر الوالي في دستور

وحطو نوهرا في شختور،

خرج من قدامهم منصور

والخلق حوله تنتظرا.

قال من امن يتبعني

حتى يعرف كيف يدني،

لأن اسم يسوع حافظني

وهو يخلصني من الكفرا

خرجون معه من اسكندريه

الفين وميتين محصية،

وعادت الاسواق مخلية

فزع الوالي والكفرا.

وقالو بتخرب مدينتنا

والوالي يريد يهتكنا،

نطرد ولادنا واخوتنا

ونثبت نحن في الحصرا.

قال الوالي يرتجعو

نوهرا مع كل من تبعو،

بكنايس ظاهر يجتمعوا

ويكون دينهم منجهرا

ورجعوا وانجهر الايمان

باسم يسوع طاهر اعلان،

انجهروا البواعيت والصلبان

وكملت فرحة مار نوهرا.

ودعهم وطلع الى مصر

ويسوع هناك اعطاه النصر،

وسمعان قام في تلك العصر

ملك طاغي من الكفرا.

في مدينة تدعى البترون

كان حكم هدا الملعون،

وكان من روميه هدا المجنون

دوفيانوس اسمه جهرا

كان شرير وكان غضوب وكان

من روميه معه مكتوب،

يضادد من يتبع المصلوب

وياخدهم زي اليسرا.

يديقه اصناف العدابات

ولو كانو عظما وسادات،

ديوقلطيانوس فدا الفدوات

من روميه جات منجهرا.

قال نوهرا انا امضي لعنده

تكون الامي من يده،

وقام سافر من مصر وحده

لغزة ساقته القدرا.

ومن غزة جا الى عسقلان

واجهر فيهم الايمان،

وابرا المكرسحين والعرجان

والعميان اوهب بصرا.

واعماد منهم خلق كتير

ورتبهم باحسن تدبير،

ومن عندهم قد كان المسير

للرمله وصل وقد حصرا.

وجدهم انجاس عميان القلوب

خطا ممتليين كل عيوب،

عاد قلبه عنهم مجدوب

لعكا استقامت السفرا.

جدد في عكا الأوعاض

واشفا منهم كتير امراض،

وكتبوا من قوله الفاض

تدعى تعليم مار نوهرا.

دخل من هناك الى مدينة صور

وجد في صور افراح وسرور،

وعالم مشتاق لضو النور

ولا من يكتب ولا يقرا.

واشرح بصور سر الايمان

واعمد تلات الاف انسان،

مع النسا والصبيان

وابنا كنيسة للعدرى

وصل خبره الى ملك جبيل

وارسل وراه قصاد وخيل،

دخل لعندو نصف الليل

وناجاه في كل ما يجرا.

اعتقد ملك جبيل بما قاله

واعمده وخفف احماله،

واعمد ناس كتير من رجاله

وسافر عنهم على بكرا.

وصل الى مدينة البترون

ولم يعلم فيه الملعون،

لا اين كان ولا ايش يكون

الى ما طلع خبره جهرا.

ان نوهرا بيكرز طاهر

وكل البلاد خلفو داير،

عاد الملك بامره حاير

وامر وجابو للحضرا.

سلم نوهرا على القواد

وانتهطت اليه الاسياد،

ودفيانوس غضبه ازتاد

وجدد نطره في نوهرا.

قال له من اين والى اين قاصد

وايش هو اسمك وايش رايد

وفعلك صالح ام فاسد

وكيف دخلت بلادي دي الخطرا.

ولا تتطلب مني دستور

قبلا تدخل لجوا الصور،

وخبرك في الدنيا مشهور

وانت بتطغي الناس جهرا.

تكرز في اسم المصلوب

الدي مات من اليهود مغلوب،

وخبرك جا لعندي مكتوب

انك واحد من السحرا.

مار نوهرا اعطى جوابه

للملك مع كل ركابه،

وكل واقفا كان يهابه

وقال يا والي اسمي نوهرا.

انا جيت من بلاد اسكندريه

قاصد البترون في غيه،

وعلوم الله مهديه

لي عطاها رب القدرا.

حتى اكرزها طاهر

والاهي حاضر ناضر،

وعالم في الوقت الحاضر

وعالم في الوقت ما يجرا.

هدا هو قصدي وفعلي

وايضا الهي امر لي،

اني في اسمه نادي

بين المومنين والكفرا.

الاهي يعلا عن اوصافه

والملوك كلها بتخافه،

والملايكه هم اشرافه

تسبحه وتعبده بغير حضرا

كرسيه فوق الكاروبيم

وعدله فوق الساروفيم،

امره بكل المخلوقي

قدوس حاضر منتظرا.

حاضر في اعلى الطبقات

وناظر الى غمق الهوتات

قادر يحيي من قد مات

من بعد ما مات صار دترا

خلق السما وخلق الارض

وزينهم بالطول والعرض،

وسايسهم على حسب الفرض

وزينتهم متل الزهرا.

زين الدنيا في الحكام

تأدب الجهال والظلام

وتبطل عباد الاصنام

وتعبد خالق له قدرا

قادر يخلص من يعبده

ويقهر من قد جا ضده،

وهو واحد قادر وحده

ليس يعتاز من آخر قدرا

ليس جاهل متل اصنامك

ولا مقامه متل مقامك،

خرس وصم وعميان متلك

لا اصل ولا منتها ام دترا

انتم يا اشراف وحكام

تعبدون هولاء الاصنام،

دهب وفضه وحجارة رخام

وهي قدامكم كالعترا.

لها اعيان لم تنظركمر

ولها ادان وليس تسمعكم،

ولها السن وليس تخاطبكم

ولا تنقذكم في الحشرا.

قوم يا ملك وانهض سرعا

لربك وخالقك اترجى،

لعلك تخلص من الفجعا

قبلا تنزل للحفرا.

سمع الملك واصحابه

ومن خلقه شق تيابه،

قال (ا)نو هدا لغمني

عن جوابه ولا عاد لي عنه صبرا.

هدا جا يفسد بلدي

وفي غير خوف يوعظ عندي

ومن عاد يفكه من يدي

انا اجهر فيه العبرا

وان كان الاهه هو قادر

كما اوصفه في قول ظاهر

خلاصه من يدي وافر

وليس افعل معه ما يجرا

مار نوهرا جاوبه قايل

اين الاصنام حتى انزل

انا اريد اسجد كما تعمل

وادبح لهم تور ام بقرا.

فرح دوفيانوس في دا القال

طلع به الى قرية صمرجبيل،

هناك كانت الالهه في تبجيل

نطرهم القديس مار نوهرا.

تبعوه المومنين بالبكا

وقالو نوهرا قد هلكا،

وصار مع الاصنام مشتركا

وصار من القوم الكفرا.

طلب مار نوهرا من الرحمان

ورسم صليب على الاوثان،

سرعه تساقطوا من الحيطان

وعلى الارض صاروا دترا

انفتحت الارض وبلعتهم

ولا عاد اعيان نظرتهم

وصاح ابليس في سقطتهم

وقال اخزيتني يا نوهرا

تركتلك مصر وبلاد الصعيد

وصارلك فيهم صيط وتمجيد

وربطتني في قيد حديد

واهتكتني في دي الحضرا

قال مار نوهرا باسم يسوع

لا يكون لك ليهم رجوع

ولا هيكل يكون لك مرفوع

اهرب لبرية قفرا.

لا تاذي نفس نصراني

ولا من قصدني ويهواني،

وتغطي قلوبهم والأعياني

ووحدك تسقط بالحفرا.

نظر الملك كل ما قد صار

سمع صوت ابليس الجدار،

كيف الاهته سقطت للنار

قصده يعذب مار نوهرا.

انجهرت قوة الايمان

وبادت قوة الشيطان،

وعاد الملك مرعوب فزعان

قصده يعذب مار نوهرا.

وقال هاتوا لي نشارين

وحطو نوهرا بين عودين،

قلعوا عينيه ونشروه نصفين

وقل الخلايق تنتظرا.

وشالوه وأرموه في البير

وقال الملك هان التعسير،

ملاك الله جمعه في البير

وشاله واحياه في قدرا.

دخل للملك وقال له ما لك

مطمن واصنام ما بقا لك،

آمن بربك يرتا لك

وفي دموعك تكسب اجرا.

الاهي قادر واعطاني

ومن بعد الموت احياني،

وانت نظرت بالاعياني

ودمي يشهد على الصخرا.

الهتك ليس عادوا قاموا

عيط لهم ان كان ناموا،

ابليس بعتهم قداموا

الى الجحيم وصارو حصرا

جدا تلحقهم يا جاهل

ونيران الجحيم بك تشعل،

والهتك معك لهناك تنزل

وابوك الشيطان والكفرا.

جن الملك لما سمعه

ونظره حي بعدما قطعه،

وقال هدا ساحر صنعه

وبعته اليي للحضرا.

عمل له عجله مصنوعه

وفيها سكاكين مرفوعه،

مسامير في النار مصطوعه

عليها يتسمر نوهرا

تسحبها عجول محرمين

وبكيو عليه كل الحاضرين،

ملاك الله في تلك الحين

اسرع وخلص مار نوهرا

وكل من كان هناك نظره

لما خلصه ربه،

وقالو انعام عطيه وقدره

الاه بيكرز مار نوهرا.

واعمد منهم تمن الاف

وفزعو منه الاشراف،

وكان هناك رجلا مكرسح

سمع في، عجايب مار نوهرا.

صاح باعلى صوته قايل

انا لفضلك تشيد سايل

حكم الله علي عادل

ارتا لي يا ما نوهرا.

قال ان ردت تشفا آمن

قال آمنت وانا مومن

قال قوم امشي متامن

قام كما قا له مار نوهرا.

وكل من قد نظره آمن

وباسم يسوع صار متيقن،

وانجهر الدين والايمان

بآياتاك يا مار نوهرا.

الشمس اشرقت وريناها

الاه مار نوهرا اهداها،

والملك لم ينظر ضياها

يعبد حجارا مفتخرا.

عرفنا ان الله قادر

كما يكرز نوهرا طاهر،

ولا نتبع الملك الكافر

ولو دقنا موت الحصرا.

سمع دوقيانوس ما قالوا

وعاد يفكر في احوالو،

نظر اصدقاه عنه مالو

قال اليوم بقتل نوهرا.

طاعونه اهل البترون

وجابوا السيف لدار الملعون،

عرف مار نوهرا ماصنعون

ابلاهم بعمي البصرا.

تيقن نوهرا بالشهادة

وقام وتضرع كالعادة،

وقال يا رب اجعل زياده

لمن يكتب قصة نوهرا.

في رزقه وفي اولاده

ومن يقراها في اعياده،

يكتر رزقه واسعاده

بصلاة عبدك مار نوهرا.

كملت صلاته ومد عنقه

والملك كان طالع خلقه،

قال للسياف اعتفقه

وارمي عنقو في نترا.

ارما راسو في السيف

وكان في تموز بنصف الصيف،

باتنين وعشرين اقتبل الضيف

وكملت شهادة مار نوهرا.

قايلها العبد المرشد

ابن القلاعي من لحفد،

ضوا اعيانه كان افسد،

طاب بشفاعة مار نوهرا

طالب تذكار متواضع

من القاري ومن من يسمع

قدام الله يتضرع

ويطلب لي من مار نوهرا.

ان يمحي لي اثامي

والقادي كما ساواني،

في بيروت كان اوطاني

راهب فرنجي في الجهرا.