Historia de la Creación: Fuentes del Libro del Génesis
قصة الخلق: منابع سفر التكوين
Géneros
الذين تفرقوا في الأرض الشامية حوالي 2500ق.م. حيث أسسوا مجموعة حضارات متناثرة، حملت أسماء بطون كنعانية، هي فيما تزعم التوراة: المؤابيون، والآدوميون، والعمونيون، والعموريون؛ وقد استطاع البطن العموري أو الأموري في وقت لاحق أن يخلف الدولة السومرية الحديثة التي خلفت الأكاديين في الرافدين، وأن يؤسس الدولة البابلية. بينما ظهرت على ساحل المتوسط جماعات أخرى، سلكت سبيل تفوقها بالسيطرة الملاحية على البحر، في وقت متأخر من الألف الثاني قبل الميلاد، ويرجح أنهم كانوا خليطا من أجناس مختلفة، وإن غلب عليهم العنصر السامي الكنعاني، وهم من عرفهم التاريخ باسم الفينيقيين.
ويزعم المؤرخون، أنه قد تلت هذه الموجة الأولى من الهجرات - في وقت متأخر نسبيا - موجة أخرى كبرى، حوالي منتصف الألف الثانية قبل الميلاد، هي هجرة الآراميين، الذين استقروا أول أمرهم في بادية الشام، ثم أخذوا بمنافسة بني جلدتهم الساميين على أراضي الخصب، سواء في الرافدين أو الشام، ردحا طويلا من الزمان، فكانوا عامل اتصال وتواصل، بين ساميي الرافدين وساميي الشام. ويرجح أنهم تكونوا من عدة بطون من أصل واحد، باعدت بينهم الأزمان والكثرة العددية. ويزعم بعض المؤرخين أنه كان منهم الشعب العبري، الذي ظهر على صفحة التاريخ حوالي بداية القرن الثالث من الألف الثانية قبل الميلاد، بعد أن دخل مصر وخرج منها بقيادة النبي «موسى» حوالي عام 1234ق.م. بقصد الاستقرار في أراضي الكنعانيين (أرض فلسطين الحالية)، وتمكنوا حوالي 1000ق.م. أن يقيموا لهم دولة، كان أشهر ملوكها شاءول ثم داود فسليمان، بينما ظلت بقية البطون الآرامية غير ذات شأن، حتى استطاع بعضهم أن يثبتوا وجودهم مع اضمحلال الدول الكبرى في الرافدين فقاموا بغزو ناجح لجنوب الرافدين، أسسوا على إثره الدولة الكلدانية حوالي عام 625-538ق.م.
وهكذا كانت المنطقة مسرحا رحبا لهذه الدفقات البشرية، التي تكسرت موجاتها على بعضها في الهلال الخصيب، مما جعلها ميدانا لحروب مستمرة بين هؤلاء المهاجرين وبين من سبقهم وبين من لحقهم، مما أدى إلى تبادل الفكر والثقافة، لكنه أدى أيضا إلى عدم استقرار دول هذه المنطقة مددا طويلة، بعكس مصر، التي توحدت أراضيها مبكرا، وظلت دولة واحدة متماسكة طوال عصور تاريخها الطويل، عدا بعض الانتكاسات الطارئة، وهي انتكاسات لا تقاس بعمرها الحضاري، حتى إن الزمن الذي استغرقه مجموع هذه النكسات، يكاد يعادل الزمن الذي استغرقته أي من دول الهلال الخصيب متماسكة.
ورغم أن الباحثين يقطعون بأن الشعب السومري الذي ظهر جنوبي الرافدين، قبل الهجرات السامية بحوالي خمسة قرون، أي حوالي 3500ق.م. ليس من أصول سامية ورغم أن أصله لم يزل محاطا بالغموض، فإن هؤلاء الباحثين قد تعارفوا على ابتداء العصور التاريخية شرقي المتوسط بالشعب السومري، بعد أن احتسبوهم الأصل والدافع الأول للحضارة العريقة التي قامت في بلاد الرافدين، وكانت في رأيهم المنبع الذي استقى منه الساميون الغزاة حضارتهم وفكرهم ودينهم، حتى إن كثيرا من هؤلاء الباحثين قد اعتبروا الحضارة السومرية، ذات تأثير مباشر وغير مباشر في ديانات شعوب شرقي المتوسط حتى العصور الهلينية،
2
بل ويذهب هؤلاء إلى الزعم أن أهم المآثر الدينية السومرية، تعد حتى اليوم أهم الأعمدة، لأهم المآثر الدينية الحالية في منطقتنا، ناهيك عن لغتهم وطريقتهم التي ابتكروها والمعروفة بالكتابة المسمارية التي ظلت طوال العصور التالية لهم، حتى بعد زوالهم من تاريخ الدنيا، هي طريقة الكتابة المتبعة، والتي أخذها عنهم الغزاة من المهاجرين الساميين، ليسجلوا بها مآثرهم الحضارية، مما ساعد على انتشار أصرح للمآثر السومرية بين الشعوب السامية أما الساميون الذين تسيدوا المنطقة بعد غروب النجم السومري، فكانوا جميعا من أصل واحد، وجنس واحد، بجملة عادات وتقاليد واحدة، مما سهل حمل الأفكار والمعتقدات فكانت اللغة السامية وسيلة اتصال جيدة (رغم تشعبها إلى لغات متعددة عبر تباعد اللهجات بتباعد الأمكنة والأزمنة)، بينما ظلت طريقة الكتابة المسمارية وسيلة توصيل دائمة الجودة.
وسعيا وراء ذوي التخصص، ولو مؤقتا، ونظرا لما لدينا من تحفظات سنطرحها في حينها، فسنبدأ عملنا للكشف عن منابع سفر التكوين، بدراسة ما رآه الباحثون تراثا أعرق وأقدم في المنطقة، أقصد المنابع السومرية.
المجتمع
حاول الباحثون باستمرار - وهم في أغلبهم غربيون - أن يلقوا في روعنا أن أي محاولات لاستطلاع أمر الرافدين قبل السومريين، هي محاولات عقيمة لن تصل أبدا إلى يقين؛ لأنه رغم أن الإنسان استوطن جنوبي وادي الرافدين قبل ما يزيد على خمسة آلاف عام من الميلاد بزمان طويل،
1
Página desconocida