Historia de la Creación: Fuentes del Libro del Génesis
قصة الخلق: منابع سفر التكوين
Géneros
وفيما هي عائدة
تجدد جلدها
وهنا جلس جلجامش وبكى.
2
حقيقة، إن النص بليغ الدلالة، يلخص ما ذهبنا إليه، ويؤكده بوفاء واضح جلي، فها هي شجرة الخلد في «دلمون» مسكن الآلهة، وموطن آباء البشر الأوائل، تتعرض مرة أخرى لمحاولة السطو عليها، لكن الحية، والحية بالذات دون جميع الكائنات، رمز الحيا (الفرج، الجنس) تتسلل مرة ثانية لتسلب الساعي إلى الخلد ثمرة مسعاه، لتنعم به دونه، وتخلد بانسلاخها من جلدها كلما آن أوان موتها. ولا يكتفي السومري بهذه الرمزية الواضحة إنما يزيدنا إيضاحا، فيفقد «جلجامش» الخلود في بئر أو بركة ماء، والبئر أو البركة باستدارتها رمز واضح آخر للفرج، إنها قصة تدفعنا أو تكاد للظن أن الوعي والشعور كان مسألة مبكرة جدا في تاريخ نشوء الحياة على الأرض فاحتفظ الكائن إلى اليوم في عقله بكافة مراحل تطوره الأولى، منذ كان كيانا دقيقا، يستمر في الوجود عبر عمليات الانقسام الذاتي، حتى تخصصت فيه أعضاء للذكورة، وأخرى للأنوثة، ثم الانتقال إلى انفصال الذكر عن الأنثى (الضلع عن آنكي) لينتهي عهد الخلود الفردي ليبدأ عهد الخلود الجماعي للنوع، عبر التناسل، الذي استدعى التجمع الإجباري والتجاور لممارسة الجنس، حفاظا على النوع واستمراره، مما أدى بالضرورة إلى نشوء التجمع الإنساني.
ولعلي لا أغالي إن قلت: إن السومري القديم، حاول جاهدا - بلغته البدائية - أن يبلغنا بما بقي في اللاشعور الجمعي من ذكريات سحيقة في القدم فوضع أساطير أخرى مثل أسطورة معراج «أدابا
ADABA » إلى السماء، حيث دعاه هناك إله السماء وأكرم وفادته، فدعاه إلى مائدة تحوي طعام الخلد لكن «آنكي» كان أسبق من إله السماء، فأوعز إلى «أدابا» ألا يتناول منها شيئا فيرفض «أدابا» الوليمة الإلهية، ويخسر الخلد،
3
فهل بعد هذا بلاغة في محاولة السومريين تبليغنا.
فقط، إنسان واحد فقط، رفعه مجد عمله إلى رتبة الألوهية، ونال الخلد؛ وحتى يناله فعلا تم نقله إلى «دلمون» دار الخلود، ذاك هو بطل أسطورة الطوفان، الذي أنقذ بذرة الحياة على الأرض، في فلك أسطوري،
Página desconocida