Historia de la Filosofía Moderna
قصة الفلسفة الحديثة
Géneros
Friedreich Wilhelm Schelling
في ليونبرج
Leonberg
سنة 1775م، ولقد بلغ من حدة ذكائه أن عقله كان أسبق من سنه، فما كاد يبلغ عامه الخامس عشر حتى تهيأ لدخول الجامعة (جامعة تيبنجن
Tübingen )، فكان في عهد الطلب بالجامعة رفيقا لهجل، ولما أوشكت أعوام الدراسة الجامعية أن تتم، نشر كتابيه الأولين في الفلسفة، وقد كتبهما من وجهة نظر «فخته»؛ لأنه كان ما يزال مؤيدا لها، ثم عين في سنة 1798م مدرسا في يينا، فما انسلخ عام واحد حتى خلف «فخته» في كرسيه بالجامعة، ولقد كان وهو في يينا يحرر «الصحيفة النقدية في الفلسفة»، وكان يعاونه في تحريرها «هجل»، ثم انقضت أعوام قلائل وعين عضوا للأكاديمية في ميونخ، وقد أصبح رئيسا لها بعد وفاة سلفه «جاكوبي »
Jacobi . ولما كان عام 1841م ارتحل إلى برلين حيث ألقى عدة محاضرات في الفلسفة، وفي فلسفة الوحي بوجه خاص، وأخيرا لاقي منيته في روجاتز
Rogatz
في سويسرا سنة 1854م، فجمعت مؤلفاته كلها في أربعة عشر مجلدا.
وليس من اليسير أن نقدم للقارئ صورة مختصرة لفلسفة «شلنج»؛ لأن مؤلفاته لا تكون وحدة فلسفية، ولكنها سلسلة من الآراء تصور المراحل العقلية المتعاقبة التي سار فيها «شلنج». ولقد أجمع مؤرخو الفلسفة على أن يقسموا فلسفته تقسيما زمنيا، فمرحلة كان فيها متأثرا «بفخته»، ومرحلتان برزت فيهما آثار «سبينوزا وبوهمه» واضحة جلية، ورابعة اصطبغ فيها بمسحة صوفية. (1) الفترة الأولى: «شلنج» تلميذ «لفخته»
استهل «شلنج» حياته الفكرية تلميذا «لفخته»، وتابعا من أتباعه، يرى أن الذات هي مبدأ الفلسفة الأسمى، وأنها تقرر نفسها بالتغلب على القيود التي أنشأتها لنفسها، ولكن «شلنج» خطا في كتابه الذي ألفه في الذات خطوة نحو التفكير في ذات مطلقة تضم بين دفتيها الطرفين المتعارضين: الذات واللاذات، فهو يعتقد اعتقادا جازما بوجود العالم الموضوعي إلى جانب العالم الذاتي، وعنده أن كليهما صادر من أصل بعينه، فنحن لا نستطيع أن ندرك أنفسنا إلا إذا أدركنا وجود شيء خارج أنفسنا، كما أنه لا يمكننا أن ندرك وجود شيء خارجي كائنا ما كان بغير أن نربط علاقة بينه وبين وعينا، وإذن فالنتيجة أن كليهما موجود، وإنهما ليسا منفصلين، بل هما متحدان مندمجان في أصل أسمى منهما، هو مبدأ الفلسفة الحق، وأعني به «الذات المطلقة»، ولا يتاح للإنسان أن يفهم ذلك الكائن المطلق إلا بإلهام البصيرة الذي يقول «شلنج» إنها مبثوثة في الناس أجمعين، وهو هنا يعارض «كانت» فيما ذهب إليه من أن معرفة البشر محدودة بظواهر الأشياء، فيقول: إن للناس هذه الملكة العجيبة التي يمكنهم بها أن يشهدوا الذات المطلقة التي هي أساس كل حقيقة ومصدر كل علم. (2) الفترة الثانية: فلسفة الطبيعة والمثالية السامية (1796-1800م)
Página desconocida