Historia de la Filosofía Moderna
قصة الفلسفة الحديثة
Géneros
Substance ، وليس يعني بهذه الكلمة مدلولها المباشر الذي يفهم منها، وهو مادة الشيء أو عنصره، كقولنا مثلا إن الخشب مادة هذا القلم، ولكنه يقصد بها الحقيقة الكائنة وراء الأشياء،
4
وأما هذه الأشياء التي تقع تحت الحس فأعراض زائلة فانية، فأنت وجسدك وأفكارك وعشيرتك ونوعك الإنساني وأرضك التي تعيش عليها، إن هي إلا أعراض زائلة، تنم عن حقيقة خالدة كامنة فيها، فقد يزول الشيء ويفنى، ولكن الحقيقة التي تتمثل فيه باقية لا تخضع لزوال أو فناء.
وهو يرى أن للطبيعة أو الكون مظهرين، فهي فعالة منشئة خالقة من ناحية، وهي منفعلة مخلوقة من ناحية أخرى، فأما هذا الجانب المنفعل فهو الدنيا وما تحوي من غابات وهواء وماء وجبال وحقول، وما إلى هؤلاء من صور حسية لا تقع تحت الحصر، وهذه الطبيعة كلها هي من إنتاج الجانب الفعال وخلقه، وإذن ففي الكون قوة تخلق هي ما يسميها «جوهرا»
Substance ، وبعبارة أخرى هي الله، وفيه أشياء مخلوقة هي «الأعراض»
Modes
أو العالم.
من ذلك نرى أن «سبينوزا» يقسم الكون إلى جوهر وعرض، إلى قديم وحادث، إلى الله والعالم المحسوس، أما الجوهر أو الله فهو حقيقة لا مادة لها، بخلاف عالم الأشياء. ولنوضح فكرة «سبينوزا» بهذه الرسالة الآتية:
إني أتصور الله والطبيعة في صورة تخالف كل المخالفة الصورة التي يرسمها المسيحيون المتأخرون المحدثون عادة، إنني أعتقد أن الله هو السبب الكامن للأشياء كلها ... إني أزعم أن كل شيء كامن في الله، وكل شيء يحيا ويتحرك في الله، وإني متفق في ذلك مع القديس بولس
... ومن الخطأ الجسيم أن يقول قائل إنني أريد أن أبين أن الله والطبيعة شيء واحد ... والقائلون عني بذلك يفهمون من لفظ الطبيعة كتلة معينة من المادة المجسدة. كلا، لست أريد أن أقول شيئا كهذا.
Página desconocida