Historia de la Literatura en el Mundo (Parte Primera)

Zaki Najib Mahmud d. 1414 AH
93

Historia de la Literatura en el Mundo (Parte Primera)

قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)

Géneros

43

ولكل منهن اختصاص من موسيقى أو شعر أو تاريخ ... إلخ.

وأخذت كل تلك الآلهة صفات البشر حتى قال بعضهم إذا كانت بعض الأديان تقول إن الله خلق آدم على صورته. فاليوناني هو الذي خلق آلهته على صورته «صورة الإنسان».

ولما كان كل أدب قديم وليد الدين وصورة له، فقد اتصف الأدب اليوناني بما اتصفت به آلهتهم، فجاء كما قلنا أدبا إنسانيا، أدب انسجام، أدب تشخيص فيه كل ما في أساطيرهم من صفات. (2) شعر الملاحم عند اليونان

44

في القرن التاسع أو العاشر قبل الميلاد، كان شاعر ضرير يتنقل بين المدن اليونانية في آسيا الصغرى ينشد الأناشيد، ويرتل الأساطير التي صيغت في قوالب الشعر وقوافيه، ذلك هو هومر أو «هوميروس» الذي يقال عنه إنه منشئ الإلياذة والأوذيسة.

45

وقد يكون القول صحيحا، وقد يكون اسم «هوميروس» رمزا لطائفة من الشعراء أخذ كل منهم بنصيبه في خلق هاتين الآيتين. وأيا ما كان، فقد كان القدماء يروون هذا الشعر على أنه لشاعر واحد يتنازع شرف مولده كثير من البلدان.

ولسنا ندري من أمر هوميروس في حياته الخاصة شيئا؛ إذ إنه لما أتيح لمؤرخي اليونان ونقادهم في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد أن يتعقبوا أشخاص التاريخ ويقفوا على أصولهم ليرووا صحيح أخبارهم، كان هوميروس بين أيديهم أسطورة يعجزون عن تحقيقها كما هو اليوم أسطورة عند الباحث الحديث، فلم يكن اليونان في عصر أفلاطون وأرسطو يعلمون عن شعرائهم السابقين ما نعلمه نحن عن شعرائنا، لأن شعراءنا قريبو العهد بنا، وإذا تجاوزنا الأولين فقد كانوا يعيشون في عهد الكتابة، وفي خمسة القرون الأخيرة كانوا يعيشون في عصور مطبعة ونشر. أما اليونان في عصر بركليز فلم يكن لهم بالطباعة عهد، وكان عليهم أن يحفظوا أشعار هوميروس عن ظهر قلب. والأرجح أن تلك الأشعار لم تتخذ وضعها وترتيبها كما هي اليوم إلا في القرن السادس قبل الميلاد.

ولم تنشأ ريبة في نسبة هذه الأشعار إلى شاعر معين اسمه هوميروس إلا في أواخر القرن الثامن عشر، وذلك حين أثار هذه المشكلة العالم الألماني، «فردريك ولف»

Página desconocida